كتب داني حداد في موقع mtv:
يبرع ميشال عون، ومن بعده جبران باسيل، في تحويل الهزائم الى انتصارات. ١٣ تشرين أكبر مثال. فكيف بالحريّ إذا كان في الأمر انتصارٌ فعليّ؟
فاز العهد بالترسيم في شهره الأخير. وفاز باسيل بمنع تشكيل حكومة لا تطابق مواصفاته. وفاز، حتى الآن، في قطع الطريق أمام بعض المرشّحين الرئاسيّين. وبعد أن راهن كثيرون على موت باسيل سياسيّاً، ها هو حيّ يُرزق ويحضر في الملفات كلّها، مسهّلاً في مكان ومعرقلاً في آخر، لكنّه حاضر في الأحوال كلّها.
أمّا رئاسيّاً، فكان من المسلّم به أنّ هناك استحالة لوصول باسيل الى بعبدا، ليخلف عون كما خلفه في رئاسة التيّار الوطني الحر. فباسيل معاقَب أميركيّاً، ومحارَب داخليّاً ومرفوض خليجيّاً.
تعامل باسيل مع الملف الرئاسي كممرّ وليس كمرشّح. لن يسير حزب الله بمرشّح يعارض رئيس “التيّار” وصوله. وهو طرح ورقةً رئاسيّة، على سبيل جسّ النبض، ويستخدمها كبابٍ يسمح بانفتاحه على بعض القوى السياسيّة، في توقيتٍ حسّاس ومعبّر.
لكنّ ما طرأ من عوامل في الأسبوعين الماضيين، وخصوصاً على صعيد ملف الترسيم، فتح شهيّة باسيل الرئاسيّة من جديد.
وتشير المعلومات الى أنّ باسيل يدرس جديّاً خيار ترشّحه الى الانتخابات الرئاسيّة، لعلّ تغيّرات خارجيّة تدفع به نحو القصر الجمهوري، وهو سيلعب ورقته الى أقصى حدّ، ما سيعني، إن حصل، أنّ أمد الفراغ سيطول.
ويبدو مقرّبون من باسيل على درجة عالية من التفاؤل باحتمال فوزه في الانتخابات الرئاسيّة، علماً أنّ تأمين عدد الأصوات اللازمة للفوز صعب جدّاً في ظلّ الاصطفافات الحاليّة.
هل يكون جبران باسيل رئيساً للجمهوريّة؟ الجواب بـ “نعم” مبالغ جدّاً به. والجواب بـ “لا” غير موضوعي لأنّ لا مستحيل في السياسة اللبنانيّة. وقد أثبت جبران باسيل أنّه قادر على تحقيق ما هو غير متوقّع.
ولكن، قبل الفوز، هناك مخاض الترشّح الذي يبدو أنّ باسيل بات في صلبه، ولعلّ اتخاذ قراره لن يطول. فهل يترشّح ويحرج البعض، خصوصاً من حلفائه، أم يكتفي بدو الممرّ الإلزامي؟
من يعرف باسيل يدرك جيّداً أنّه ليس من النوع الذي يكتفي…
المصدر : mtv