داني حداد – mtv
يبقى ١٤ يوماً من عهد الرئيس ميشال عون. هو قد يغادر القصر الجمهوري قبل يومٍ من انتهاء ولايته، أي في الثلاثين من الجاري لتأمين حشدٍ كبير لوداعه في بعبدا واستقباله في الرابية. لن يسلّم أحداً، تماماً كما فعل قبله اميل لحود وميشال سليمان. رئيسٌ فشغورٌ، “أخدنا كسرة”.
لم ينضج بعد الاتفاق على رئيس. يتسابق حاليّاً سليمان فرنجيّة وميشال معوض. الأول يحارب، حتى اللحظة، بالأوراق البيضاء. الثاني يراكم الأصوات، وهي حوالى الأربعين.
ليس باستطاعة فرنجيّة أن يبلغ الـ ٦٥ نائباً، في ظلّ نصاب الثلثين. ولا معوض قادر على ذلك. سنذهب إذاً الى رئيسٍ توافقيّ، يبدو محصوراً بين خيارَين: الأول العماد جوزيف عون والثاني يضمّ لائحةً من الأسماء التي قد يصل عددها الى عدد أصابع اليدين.
ولكن، ما هو موقف حزب الله الرئاسي؟
قرأ الحزب الصورة الرئاسيّة قبل الجميع. حتى قبل الانتخابات. كان يعلم بأنّ المجلس النيابي سيكون مقسّماً الى كتلٍ كثيرة يصعب أن تخوض معارك وهي موحّدة. لا بدّ إذاً من التوافق.
لم يلفظ أمين عام حزب الله أو أيّ مسؤول في الحزب اسم فرنجيّة يوماً. هو يفضّله ولكنّه يعلم أنّ إيصاله صعب. كان مسؤولو الحزب يتحدثون في الغرف الضيّقة عن مرشّح توافقي يقبل به جزءٌ كبيرٌ من المسيحيّين، ولا يكون في موقع الخصومة مع المقاومة. هذا هو العنوان العريض لمواصفات المرشّح المقبول من الحزب.
وما كان يُقال في الغرف، بات يُردّد في العلن. كان لافتاً ما قاله النائب حسن فضل الله، منذ أيّامٍ قليلة: “لا أحد لديه الغالبيّة لفرض مرشّحه للرئاسة، والحلّ بالتوافق”. كأنّه يقول: لسنا قادرين على إيصال فرنجيّة، وليسوا قادرين على إيصال معوض، فلنتوافق على اسمٍ آخر.
هذا الكلام يشكّل رسالةً واضحة لفرنجيّة، الذي ينبغي أن يعيد حساباته الرئاسيّة. ربما عليه أن يزور الضاحية الجنوبيّة. وربما عليه أن يفكّر بـ Plan B، كأن يسوّق اسماً مقبولاً، كي لا يكون، لستّ سنواتٍ جديدة، في موقع الخصومة مع العهد.
لعلّ تركيبة المجلس، وتوازن القوى فيه، يمنحان الجميع القدرة على استعراض القوّة. ولكنّ المطلوب من الجميع التواضع والواقعيّة، وعدم إضاعة الوقت بانتظار لحظةٍ دوليّة مناسبة قد لا تأتي.
ولعلّ سليمان فرنجيّة، الذي لُدغ مرّةً من جحر حزب الله رئاسيّاً، أن يدرك كيفيّة تجنّب اللدغة الثانية، أو، أقلّه، كيفيّة التعامل معها. فالمؤمن، يُقال، لا يُلدغ من الجحر مرّتين.