لم تسعف وائل طرابلسي (37 عاماً)، الذي يعاني من سرطان في القولون، العمليات الجراحية لاستئصال الورم الخبيث من جسده، فلجأ إلى العلاج الكميائي الذي لم ينجح معه أيضاً. طرابلسي واحد من المرضى الذين يواجهون اليوم غلاء المستلزمات الطبية الضرورية في يومياتهم. يروي لنا، احتياجه اليومي إلى كيسَيْ جمع البول اللذين يُراوح سعرهما بين 8 و10 دولارات. مبلغ كبير لا يمكن تحمّله، ما دفعه إلى استخدام الكيس نفسه أكثر من مرة، الأمر الذي تسبّب له بالتهابات في مكان فتحة جدار المعدة، وزادت حالته سوءاً.
لا يقف الأمر عند شراء الكيس وكلفته العالية، فهناك مستلزمات أخرى يحتاج إليها في حالته الصحية، من ضمنها القاعدة المرافقة للكيس، التي يصل سعرها إلى 6 دولارات، والدواء اللاصق لها (18 دولاراً)، إلى جانب المعقّم الخاص بالجرح والعازل عن الجلد (15 دولاراً). هكذا، وبحسبة بسيطة تبلغ الكلفة اليومية لمريض سرطان القولون (عدا أدويته العلاجية)، مليونَي ليرة لبنانية وفق تسعيرة الدولار الأميركي في السوق السوداء.
وإذا ما وضعنا هذه المستلزمات وكلفتها جانباً، يختبر المريض إلى جانبها تدهور حالته بسبب انقطاع الأدوية وتأخّر تلقيه للعلاج. طرابلسي كان من ضمن هؤلاء، بعدما أُجِّل علاجه ثلاثة أشهر بسبب انقطاع الدواء، ولجأ في مرات كثيرة إلى شراء الدواء من السوق السوداء في تركيا، ما زاد من أوجاعه وحاجته الملحّة إلى المسكّنات غير المتوفّرة دائماً. هذا ما حصل مع دواء المورفين، الذي يُعدّ ضرورياً للعديد من حالات السرطان، لكنه انقطع قبل نحو أسبوعين… في ظلّ هذا الواقع بتنا نسمع عن لجوء بعض المرضى إلى ما يُسمى زيت الحشيش بديلاً عن المورفين المقطوع، لتسكين أوجاعهم الدائمة.
الأخبار