السبت, نوفمبر 23, 2024
الرئيسيةأخبار لبنان اليومقصة عميل اسرائيلي «مسبّع الكارات»: تجنيد في ساحل العاج واختبار في عمّان...

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

قصة عميل اسرائيلي «مسبّع الكارات»: تجنيد في ساحل العاج واختبار في عمّان والزوجة ضابط اتصال

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الى قناتنا على التلغرام

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

أوقف فرع المعلومات، في العاشر من آب الماضي، إيلي ق. (مواليد ١٩٨٤) في بلدته مرجعيون بعد توافر معطيات حول تواصله مع استخبارات العدو الإسرائيلي عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي. والموقوف خرّيج كلية الهندسة في الجامعة اليسوعية، و«مسبّع الكارات». أثناء دراسته اشتغل مصففاً نسائياً، وبعد تخرّجه عمل لمصلحة جمعية «ميرسي كور» غير الحكومية في إعادة تأهيل سوق مرجعيون بعد عدوان 2006، ومع جمعية أخرى، قبل أن يحظى بين 2007 و2011 بوظيفة مشرف على الأشغال اللوجستية مع قوات اليونيفيل، ثم عمل سائقاً لطبيب لسنة ونصف سنة. عام 2013 سافر إلى نيجيريا حيث عمل في شركة للمقاولات انتقل معها إلى السعودية لثلاثة أشهر. نهاية عام 2016، عاد إلى لبنان. في السنة نفسها سافر الى الدنمارك بهدف السياحة، وفي 2017 سافر الى تركيا حيث التقى حنين ج. التي ستصبح زوجته. في أواخر 2019 سافر إلى ساحل العاج لمدة شهر لملاقاة زوجته التي انتقلت للعيش هناك. عام 2020 غادر الى السعودية لمدة شهر حيث عمل لدى محام، ثم عاد الى لبنان حيث عمل لمصلحة مؤسسة إنسانية. في أيار 2021 سافر الى ساحل العاج حيث مكث حتى حزيران 2022. ومن هناك بدأت «رحلة العمالة»

في التحقيق معه، قدّم الموقوف إيلي ق. أكثر من رواية، منها الرواية التالية: عام 2019، سافر إلى ساحل العاج والتقى «صديق الطفولة» طوني الحاج من بلدة القليعة، وهو زوج ابنة خالته، وطلب مساعدته في الحصول على فرصة عمل في ذلك البلد الأفريقي. والحاج هذا عميل سابق في جيش العميل أنطوان لحد، غادر لبنان مع جيش الاحتلال عام 2000. بدأ تواصله مع الموساد الإسرائيلي في آب 2021، عبر شخص يدعى «رامي»، وهو يهودي يعمل في محل لبيع الذهب في مجمّع Prima Mall التجاري في ساحل العاج. وقال الموقوف إنه سأل «رامي» عن إمكان الحصول على عمل، فطلب منه تقديم طلب، أبلغه بـ«أننا جيران» كونه من «أصول إسرائيلية»، وأخبره بأن «هناك كثيراً من الذهب في مرجعيون يمكن الاستفادة منه إذا تمكّنت من إحضاره من لبنان». بعدها، وصله «رامي» بشخص يدعى «آدم»، سأله الأخير عن مدى قدرته على التنقل بحرية في جنوب لبنان، وما إذا كان مقرّباً من حزب الله أو لديه أصدقاء أو أقرباء من مؤيدي الحزب. ثم صارحه بأنه ضابط في جهاز أمني إسرائيلي، وعرض عليه جمع معلومات عن حزب الله وتنفيذ مهمات أمنية، فوافق على العرض. بعدها تم الاتفاق على اللقاء للتعارف، وطُلب منه أن يستعد للسفر إلى لبنان لتنفيذ مهمة تتعلّق بوجود آثار في فندق La Villa في بلدة الخيام، ورسم «خطيطة» تُظهر مداخل الفندق ومخارجه. وبالفعل، وصل إيلي إلى لبنان في آذار الماضي بحجة حاجة زوجته للخضوع لعملية نسائية.

بدا أنّ المهمة كانت اختباراً من الموساد للموقوف الذي بقي في لبنان ١٥ يوماً قبل أن يُغادر وزوجته إلى ساحل العاج. هناك، تلقى اتصالاً من مشغّله «آدم» طلب منه ملاقاته في الأردن حيث فشل في اختبار على جهاز كشف الكذب، فأبلغه «آدم» عدم متابعة العمل معه مع إمكان معاودة الاتصال به، وأعطاه مبلغ 5100 دولار، وقال له إنه كلّفه الكثير بلا جدوى، واتهمه بأنه قد يكون عميلاً لأحد الأجهزة الأمنية أو أحد الأحزاب.

إفادة جديدة
بعد فترة، خضع الموقوف لجولة جديدة من الاستجواب. ولدى سؤاله مباشرة عن دور «صديق الطفولة» في تأمين التواصل مع الموساد، ارتبك وتصرف على قاعدة أن لدى المحققين معلومات تبيّن كذب إفادته الأولى، فقدّم رواية مختلفة جاء فيها أنه تواصل مع طوني الحاج وشكا إليه سوء أوضاعه المادية وطلب منه المساعدة في العثور على فرصة عمل له تؤمن له ولزوجته حنين حياة كريمة، وتساعده في توفير كلفة علاج والدته التي تعاني مشكلات في الجهاز العصبي. فأبلغه الحاج بأنّه يمكن أن يساعده في تعريفه إلى «صديق» يؤمن له عملاً يغيّر مسار حياته، لكنه نبّهه إلى أنّ ذلك قد يُعرّضه لمخاطر، كون صديقه، واسمه «آدم»، ضابطاً في جهاز أمني إسرائيلي. وافق الموقوف على «العرض»، فطلب منه الحاج فتح حساب على «فايسبوك» وإنشاء بريد إلكتروني. مرّ أسبوعان قبل أن يتواصل «آدم» معه ويبلغه بأنّ طبيعة عمله ستكون جمع معلومات عن أحد الأحزاب في لبنان وتنفيذ مهام أمنية. وطمأنه إلى أنّ هذا العمل سيؤمن له «حياة كريمة مادياً ومعنوياً، وسيشعر بتغيير في حياته خلال أيام». كما سأله عن شقيقه وهو رتيب في الجيش اللبناني، وعما إذا كان سيخبره بعلاقته به، فأجابه بالنفي.

وأبلغ الموقوف المحققين أنّ مهمته الأولى كانت استطلاع فندق La Villa في الخيام ورصده لتحديد المداخل والمخارج والأبواب عبر وضع رسم تشبيهي والإفادة عن عدد عناصر أمن الفندق وأماكن وجودهم. وطلب منه المشغّل ملاحظة ما إذا كان هناك أي وجود لعناصر إيرانية أو حزبية لبنانية مسلحة أو أي تحركات غريبة، للاشتباه في وجود صواريخ داخل الفندق. كما طلب منه وضع رسم تشبيهي لموقع «مستودع صواريخ» خلف مستشفى مرجعيون، وأكّد عليه تزويده بالمعلومات عبر البريد الإلكتروني فور عودته إلى ساحل العاج لعدم إثارة الشبهات.
وفي ساحل العاج، طلب منه جمع معلومات عن حزب الله والحصول على رقمَي هاتفَي ع. ش. وح. ز. بحجة أنهما مقرّبان من الحزب، والتأكد مما إذا كان لديهما أجهزة اتصالات لاسلكية وتقديم وصف لهذه الأجهزة. وبالفعل، أعدّ إيلي الرسوم التشبيهية وزوّد المشغل بها عبر تطبيق الماسنجر، وتقاضى من «آدم» مقابل ذلك 2500 دولار على دفعتين.

اشترط على المشغل التسعير «على القطعة» وزوّده بمواقع مفصلة لمراكز ادعى انها تضم مستودعات صواريخ

بعدها طلب منه «آدم» الاستعداد للتوجه إلى الأردن برفقة زوجته. وقبل الموعد، أرسل إليه 1200 دولار ثمن تذكرتَي السفر ولحجز غرفة في فندق «شيراتون» لمدة أسبوع. وقال له إنه سيرسل إليه مع أحد الأشخاص هاتفاً مع شريحة خط أردني فور وصوله.
بعد وصوله إلى عمّان، أمضى يومه الأول في الفندق. في اليوم الثاني، حضر سائق سيارة أجرة وأقلّه وزوجته الى منزل من طبقتين، تحيط به حديقة، يبعد عن الفندق نحو ساعة ونصف ساعة. هناك، استقبلهما شاب وفتاة أخضعاهما للتفتيش قبل أن يقابلا «آدم»، وشخص آخر ممتلئ البنية عرّف عن نفسه باسم «فرانكو». استمر اللقاء خمس ساعات، طُرح عليه خلالها كثير من الأسئلة، من بينها سؤال عن مزرعة في حولا فجرتها المقاومة عام 2009، ومنازل قياديين في حزب الله، وعما إذا كان يشاهد دوريات للمقاومة. كما سُئل عن أماكن تمركز عناصر المقاومة في مرجعيون خلال حرب تموز، فأبلغهم بأن 30 مسلحاً كانوا يختبئون داخل ثلاثة منازل محيطة بمنزله، ويقومون بعمليات قصف من راجمات مموّهة من بين المنازل. وعما إذا كان يعرف عن أي مخازن سلاح، تحدّث عن مخزن خلف مستشفى مرجعيون ورسم خطيطة لموقعه. كما أبلغهم بأنّ هناك بناءً باسم «آل بهجت» في البويضة اشتراه حزب الله. وعما إذا كان حزب الله يخزّن سلاحاً في المساجد، أجابهم بأنه سمع بذلك. في اليوم الثالث، اصطحبه سائق سيارة الأجرة مع زوجته إلى منزل آخر مشابه للمنزل السابق، حيث استقبلهما الشاب والفتاة نفسهما. لم يكن «فرانكو» موجوداً، لكن كان هناك «آدم» وشخصان عرّفا عن نفسيهما بـ«أبو ربيع» و«أبو حسن»، وقالا إنهما من «جهاز أمن المكتب». تكرر الحديث نفسه، وطرحوا عليه عشرات الأسئلة، من بينها أسئلة عن علاقته بكل من ر. ب. وأ. خ. والحاج ن. خ. وتم تزويده بأربعة أسئلة ستُطرح عليه خلال اختبار كشف الكذب في اليوم التالي وهي:

– هل لديك أي علاقة سابقة مع أي جهاز أمني؟
– هل لديك تواصل مع أي دولة أو جهاز استخباري أوروبي أو عربي؟
– هل يوجد ما تخفيه عنّا من أمور سرية منذ عام 2020 لغاية تاريخه؟
– هل أنت مستعد لأن تكون وفياً من دون إخفاء أي أمور عنا؟
وأبلغه «آدم» بأنّ عملاً كثيراً ينتظره بعد نجاحه في الاختبار، وأنه سيخضع للتدريب في إدارة الأدوات التكنولوجية التي ستساعده في تنفيذ مهماته بدقة وإتقان. في اليوم الرابع، أجري الاختبار في المنزل الأول، حيث استقبلهما شخص عرّف عن نفسه بـ«الدكتور». وُضع وزوجته في غرفتين منفصلتين وتم وصلهما بجهاز كشف الكذب. طُرحت عليه الأسئلة، مرتين رسب فيهما في الاختبار، فيما نجحت زوجته التي طُرحت عليها أسئلة تتعلق بزوجها. بعد رسوبه، اتهمه «آدم» بأنّه يعمل لحزب الله أو لجهاز أمني لبناني، وبقي مع زوجته محتجزين حتى التاسعة مساء. وادعى بأنه تعرض للضرب والشتم بعد سؤاله عن علاقته بالحاج ن. خ. في مرجعيون، وأنه كان يخبر «الحاج» أحياناً بوجود أمور مشبوهة في المنطقة. عندها أبلغه آدم بأنه لن يتابع العمل معه «وانقطع التواصل»، وأبلغ المحققين أنه ألغى حسابه على فايسبوك والبريد الإلكتروني منذ حزيران الماضي.
ولدى سؤال محققي «المعلومات» الموقوف عن سبب كذبه في البداية بزعمه أنّ من جنّده يعمل في محل مجوهرات قبل أن يقرّ بأنّ طوني الحاج هو من كان صلة الوصل، أجاب بأنّه لم يكن يُريد توريط قريبه. وعن سبب قبوله العمل لمصلحة جهاز أمني استخباري، أجاب بأنّ هناك ثلاثة أسباب:

الأول الوعود بتأمين حياة أفضل له ولعائلته، ما يمكنه من علاج والدته وشقيقته الصمّاء والبكماء وتأمين مصاريفه ومصاريف علاجه كونه مصاباً بمرض خبيث.
الثاني، هو «الانتقام» من حزب الله الذي «يفرض سيطرته بالقوة وهجّر العديدين من جنوب لبنان».
الثالث، مقتل عمّه يعقوب ق. الذي كان ينتمي إلى جيش لحد في عبوة ناسفة زرعتها المقاومة في سيارته عام ١٩٩٨.

هنا، أراد الموقوف إنهاء الرواية الثانية بانقطاع العلاقة مع المشغّل الإسرائيلي. غير أن ما أثار شكوك المحققين هو عودته للاستقرار في لبنان بعيداً عن زوجته التي بقيت في ساحل العاج. لدى سؤاله عن ذلك، أجاب بأنّه عاد بسبب خلاف عائلي بينه وبين أهل زوجته، وللبقاء إلى جانب والدته المريضة. ولدى سؤاله عما إذا جرى تواصل لاحقاً مع زوجته من «آدم» أو أي شخص آخر، كونها اجتازت اختبار كشف الكذب، أقرّ بأن حنين تلقت اتصالاً من «آدم» بعد عشرة أيام من عودتهما إلى ساحل العاج، سألها خلاله إن كان زوجها يُخفي شيئاً، فأكّدت له أن إيلي لم يكذب، صادق لكنه يتوتر بسرعة. واعترف بأنه بعد شهر من عودته إلى لبنان، أبلغته زوجته بأنها تلقت اتصالاً من «آدم» الذي طلب منها العمل لمصلحته، وإقناع زوجها بجمع معلومات عن حزب الله وتزويده بها عبرها ريثما تعاد الثقة. وأخبرته أنّ «آدم» وعدها بمبالغ كبيرة من المال تساعد في تحسين وضعهما، فأبلغها بأنّه سيجمع معلومات عن سبعة أو ثمانية مراكز لحزب الله في مناطق عدة في الجنوب تحتوي على مستودعات أسلحة وصواريخ لعرضها على المشغّل، وطلب منها الاتفاق على المبلغ المالي الذي يُمكن أن تحصّله منه مقابل كل معلومة. أبلغت حنين المشغل الذي وافق على العرض، على أن تقوم هي بتزويده بالمعلومات ويضع هو وفريقه «التسعيرة» بحسب الأهمية.

وأقرّ الموقوف بأنّه زوّد زوجته بمعلومات، على دفعات، حدد فيها مركزاً لحزب الله في «عريض مرجعيون»، ورسماً لطريق يوصل إلى مركز آخر في الخيام. وبموقع مركز ثالث في دبّين، ورابع في بلاط، وخامس في البويضة. وفي اليوم السابق لتوقيفه، زوّد زوجته بموقع مركز في كفركلا. وأكد أنّ كل هذه المراكز تتضمن مستودعات أسلحة وصواريخ. وقد حدد مواقعها بالأمتار وفصّل الشوارع والطرق الفرعية التي توصل إليها، مع وصف كامل لكل مبنى لناحية لونه وعدد طبقاته وما يحيط به من أشجار.

الأخبار

Ads Here




مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة