الضوضاء التي أثارها المسؤولون الإسرائيليون برفضهم الملاحظات اللبنانية على مسودة الاتفاق الذي أعده الوسيط الأميركي، آموس هوكستين، لحل مسألة الحدود البحرية بين “إسرائيل” ولبنان، رافقها اهتمام إعلامي كبير بالتطورات الحاصلة في المفاوضات، حيث قدم خبراء ومعلقون قراءات وتحليلات عديدة.
في هذا الإطار، أشار الكاتب في موقع “يدع”، إيلي بار-أون، إلى أن الاتفاق المتبلور بين “إسرائيل” ولبنان هو “انتصار كبير على مستوى الوعي” للأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الذي يقترب من تكرار إنجازه في بدء الألفية، كـ”محرّر للبنان وطارد للإسرائيليين من الحزام الأمني”.
في معرض قراءته لطريقة معالجة “إسرائيل” ملف المفاوضات البحرية مع لبنان، أشار الكاتب في موقع “يدع”، إيلي بار-أون، إلى أن “الدونية الاستراتيجية لإسرائيل تتجلّى أمام أعين الجميع”، وأضاف أن “إسرائيل هي المكوّن المرتدع اليوم، وهي بغية وقف الحرب الكبيرة المتدحرجة على أعتابها، تسعى لدفع فدية، وهي تتنازل عن ممتلكات قومية، كما تقوم بوسم نفسها بصورة التابع (الذمّي)، الذي يخضع ويدفع رسوم التبعية لكسب الوقت”.
ولفت بار-أون إلى أن “إسرائيل” لا يمكن أن تسمح لنفسها بخوض حرب الآن، لأنها تعايش بالتزامن أمور داخلية مهمة وهي: أزمة سياسية داخلية متواصلة، جبهة داخلية غير مستعدة للحرب، جيش إسرائيلي صغير غير قادر على مواجهة جبهات عدة في آن واحد، ساحة داخلية مُزعزعة، بحيث يراكم فيها الفلسطينيون من سكان “إسرائيل” ثقة بالنفس، يجمعون السلاح ويستعدون لـ”يوم الاستدعاء”، استعدادات في قطاع غزة للحرب، وجود ما يشبه دولة مستقلة في بعض مناطق الضفة الغربية، إيران نووية.
Leb Today