وصل فصل الخريف حاملاً معه فيروسات عدّة، بدءاً من الإنفلونزا، ونزلات البرد، وصولاً إلى الفيروسات المسؤولة عن التهاب المعدة والأمعاء، دون أن ننسى طبعاً وباء كورونا ومتحوّراته التي تأبى أن تفارقنا. حذّرت في الآونة الأخيرة منظمة الصحة العالمية عبر مكتبها في لبنان من أن حالات التهاب الكبد الفيروسي الألفي في لبنان تزداد في بداية فصلي الصيف والشتاء، داعيةً الى مراجعة الطبيب أو أقرب مركز للرعاية الصحية الأولية فورًا في حال ظهور أي أعراض. ما هو التهاب الكبد الفيروسي الألفي؟
عرّف النائب وأخصائي الامراض المعدية عبد الرحمن البزري التهاب الكبد الفيروسي الألفي بأنه عدوى في الكبد مُعدية وناجمة عن فيروس التهاب الكبد “أ”، وهو فيروس مستوطن في لبنان من قبل، وليس حديثاً. ففي كل عام تقريبا، تزداد حالات الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي حتى بلوغها “المستوى الوبائي”، وها هي اليوم تبلغ مستواها في شمال لبنان لتنتقل إلى سائر المناطق اللبنانية. فيعتبر الفيروس نوعًا من أنواع متعددة من فيروسات التهاب الكبد التي تسبب الالتهاب وتؤثر على قدرة الكبد في أداء وظائفه.
عادة ما لا تظهر علامات وأعراض التهاب الكبد “أ” إلّا بعد أن يكون الشخص قد حمل الفيروس لبضعة أسابيع. فإليكم أبرزها:
– ارتفاع في درجة الحرارة.
– صداع.
– فقدان الشهية.
– تعب شديد.
– غثيان وقيء.
إسهال.
– آلام بالبطن.
-ألم في المفصل.
كما يمكن أن تكون تلك الأعراض طفيفة نسبيًا وتختفي في غضون أسابيع، ويمكن أن تستمر شهرا أو شهرين كحدّ أقصى.
إنتقال العدوى
بحسب البزري، إنّ السبب الرئيسي وراء انتقال عدوى فيروس التهاب الكبد “أ”، هو فشل البنية التحتية الصحية وتلوّثها، أي باختصار اختلاط مياه الشفة ومياه المزروعات التي تسقي الخضراوات والفاكهة بمياه الصرف الصحي، مما أدّى إلى حدوث ارتفاع في الإصابات. ويمكن أن تنتقل العدوى من خلال الاحتكاك المباشر مع شخص مصاب أو جسم ملوث. والجدير بالذكر أن العدوى ليست مميتة.
أما لتفادي الإصابة بفيروس التهاب الكبد “أ”، فشدد البزري على ضرورة تأمين مياه الشفة النظيفة والخالية من أي فيروسات، وتأمين شبكة المياه لريّ المزروعات وإطعام الحيوانات وترميم شبكة الصرف الصحي. وعزا أسباب عدم القيام بهذه الخطوات، إلى انقطاع الكهرباء الدائم وعدم وصول المياه، عدم القيام بصيانة دورية لنظام الصرف الصحي وشبكة المياه.
وأشار البزري إلى أنه مع اقتراب فصل الشتاء، هناك تخوّف من انتشار أكبر للعدوى، في حال طوفان البنية التحتية.
ماذا عن اللقاح؟
تعتبر الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس هي الفئات الفتيّة والأشخاص المسنّين وتكون الإصابة لديهم أشدّ من غيرهم.
أمّا عن اللقاح، فلفت “البزري” إلى أن هناك لقاح لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي “أ” وهو متوفّر في القطاع الخاص، ولكنّه غير مدرج على الجدول الوطني للقاحات، لأن منذ سنوات عدّة لم تكن الوزارة قادرة نوعاً ما على جلب اللقاح، وكانت الأولوية لجلب لقاحات أخرى مثل إسهال الأطفال.
المصدر : الديار