خلال الايام الماضية بدأ الحديث داخل الاروقة السياسية عن ان الذهاب بإتجاه الاستحقاق الرئاسي لن يكون سلساً، بل ان توجها له قاعدة عريضة وصلبة في المجلس النيابي يبزر بشدة ويقوم على ضرورة الذهاب نحو ترشيح شخصية واضحة الخيارات السياسية لكي تكون رأس حربة المواجهة مع الفريق الاخر.
ولعل طرح اسم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع خفف من اهمية هذا التوجه نظرا لصعوبة تسويق اسمه لدى افرقاء قوى الرابع عشر من اذار السابقين اضافة الى النواب التغييريين والمستقلين، لكن اصل فكرة الذهاب نحو مرشح مواجهة قد تكون مطروحة وقابلة للحياة بغض النظر عن امكانية ايصاله الى بعبدا.
تحديان اساسيان يواجهان اصحاب هذا الطرح، التحدي الاول هو اقناع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بدعم هذا الخيار، ان كان عبر اختيار شخصية لا يمكن لجنبلاط رفضها او عبر اقناعه من قبل بعض الدول الاقليمية بأن المصلحة الاستراتيجية تفرض هذا التوجه دون غيره.
من دون ذلك، سيبقى جنبلاط في موقعه الوسطي الذي بات اليوم اقرب الى “حزب الله”، ما يعني ان ذهابه بإتجاه رئيس يستفز الحزب ليس مطروحا في الخطة الجنبلاطية للمرحلة المقبلة، لا بل قد يكون نواب الاشتراكي يتجهون للتصويت لحليف “حزب الله” سليمان فرنجية اذا ما استمرت التطورات في المنطقة على حالها.
التحدي الثاني امام طرح مرشح تحدي يتمثل بنواب المستقبل الحاليين الذين تربطهم علاقات جيدة جدا ببعض افرقاء قوى الثامن من اذار وعلى رأسهم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المرشح الاساسي للرئاسة، كما ان علاقة هؤلاء النواب سيئة بقوى الرابع عشر من اذار المسيحيين وليسوا في وارد خوض معاركهم.
خسارة هاتين الكتلتين لا تعني فقط خسارة المعركة النيابية في معركة الانتخابات الرئاسية وبالتالي عدم امكانية فرض مرشح تحدي، بل ايضا سيكون الامر بمثابة خسارة الميثاقية الدرزية وبدرجة اقل السنية لهذه المعركة بعد خسارة الميثاقية الشيعية، وهذا سيشكل الضربة القاضية لاي توجه رئاسي أحادي.
تبقى الطعون الانتخابية التي يأمل كثر من حلفاء “حزب الله” ان تصب في صالحهم، كما انها قد تؤدي، في حال تخطت الثلاثة، الى قلب الاكثرية النيابية وتحويل تحالف ٨ اذار والتيار الوطني الحر الى الفريق الذي يمتلك النصف زائداً واحداً من دون الحاجة الى نواب الاشتراكي و”المستقبل”.