كثرت في الأيام الماضية شكاوى بعض المواطنين من عدم قدرتهم على الاستفادة من التعميم 161، الذي يسمح لكل زبون أن يشتري من البنك الذي يتعامل معه 500 دولار في الشهر مقابل الليرة اللبنانية على سعر صيرفة.
فبعض المصارف لا تفتح المنصة من أجل تلقي الطلبات إلا لساعات محدودة أو حتى لدقائق خلال النهار، وهناك مصارف عمدت من تلقاء نفسها إلى خفض سقف السحوبات الشهرية الذي كان قد حدده مصرف لبنان والبالغ 500 دولار بالشهر إلى 200 دولار. وهناك مصارف أخرى بدلاً من أن تعطي الدولارات خلال 24 ساعة كما جرت العادة، باتت تجعل الزبون ينتظر 3 أيام لتأمين الأموال. فما سبب هذا التقنين؟ وهل هذه خطوة بإتجاه وقف العمل بمنصة صيرفة؟
ترد مصادر مصرفية أن “ما يحصل هو أن المصارف تواجه طلب كبير للإستفادة من التعميم 161 لتحقيق أرباح في ظل الفرق الذي يتوسّع بين سعر المنصة التي سجّل نحو 28 ألف ليرة وبين سعر صرف الدولار في السوق السوداء الذي تخطّى الـ34 ألف ليرة. حيث أنه على سبيل المثال، إذا أخذت إلى المصرف 14 مليون ليرة لشراء 500 دولار على صيرفة في الشهر، يمكنك صرف هذه الـ500 دولار عند الصراف في السوق لربح 3 ملايين ليرة. لهذا تنتهي الكوتا عند المصارف في شكل سريع، فلجأ البعض منها إلى التخفيف من إستقبال الطلبات أو تقليص السحوبات بالدولار.
من جهتها، أكدت مصادر مصرف لبنان أنه “لا يوجد أي إجراء جديد من المركزي للتخفيف من الكوتا الذي يؤمنها للمصارف”.
وأضافت أنه “لا يوجد أي إتجاه في الوقت الحالي لوقف العمل بالتعميم 161 وبمنصة صيرفة”. علماً أن مصرف لبنان جدد العمل بالتعميم من فترة لغاية آخر أيلول قابلة للتجديد. ومن المتوقع أن تكون المرحلة القادمة أصعب وأقسى لناحية الشح بالدولارات في ظل النزيف المستمر في إحتياطي مصرف لبنان، فيما الحل يبقى بتنفيذ الإصلاحات والإتفاق مع صندوق النقد الدولي.
ال بي سي اي