تَزايُد الانزلاقاتِ في “الفالق” المالي الذي يُنْذِر بـ”زلزال مدمّر” بدأت هزّاته “السبّاقة” تتمدّد، سواء باستعادة الدولار قفزاته المتوحّشة التي لامس معها 36 ألف ليرة (الجمعة) ليعود ويتراجع أمس إلى نحو 34500 متسبِّباً بإرباكات كبرى في الأسواق وفي قطاع المحروقات (حيث باتت تصدر كل يوم تقريباً تسعيرتان للبنزين والمازوت والغاز)، أو بمضيّ مظاهر «”لعصر الحَجَري” بالارتسام في الأفق الأسود: من “صفر ساعة” تغذية بكهرباء الدولة وترْك المواطنين رهينة مولداتٍ “انسحب” منها كثيرون بفعل تكلفتها “المليونية” الخيالية، إلى الاضطراب المستمر في قطاع الاتصالات والانترنت (المنقطعة في أكثر من منطقة) بفعل إضرابِ موظفي أوجيرو والذي يُخشى أن يؤدي، ما لم يتم تلبية مطالبهم بتحسين رواتبهم مطلع الأسبوع، إلى “سقوط” القطاع بـ “أجنحته” الأرضية والخلوية كما الانترنت وانقطاع لبنان عن العالم وتعميق متاعبه المالية والمصرفية والاقتصادية.
وما عزّز المخاوف من انسدادِ آخر النفَق المظْلم الذي زُج فيه لبنان مع ما قد يعنيه ذلك من ترْك البلاد “تختنق حتى الموت” بالحرائق السياسية والمالية، التعاطي مع “هبّة” الدولار أوّل من أمس على أنها قد تكون من “عُدّة” تحمية الأرض الرئاسية، إمّا للضغط نحو استيلاد حكومة جديدة ولو في آخِر أيام عهد عون فيتم تفادي “اشتباكٍ” حول مدى قدرة دستورية تولي حكومة تصريف أعمال صلاحيات رئيس الجمهورية في مرحلة “الشغور الأكيد”، وإما لتهيئة الأرضية لـ”فراغٍ ساخن” يُصار على وهْجه إلى التحكّم بمجريات الاستحقاق الرئاسي بعد 1 تشرين الثاني وتزكية” خياراتٍ بحُكْم الأمر الواقع وأولويةِ منْع التشظي المريع لِما بقي من لبنان.
وبدأت أوساطٌ واسعة الاطلاع تّعرب عن قلق كبير مما قد تؤول إليه الأمور في ضوء الأبعاد الخطيرة لاتساع “الصَدَع” المالي ومظاهره المخيفة على مختلف القطاعات وأوجه حياة اللبنانيين البؤساء في غالبيتهم العظمى، وسط قلق عارم من أن يكون ثمة أطرافاً وازنين لا يمانعون وضْع كل “العبواتِ” في سلة الانتخابات الرئاسية على طريقة “وبعدي الطوفان” الذي قد يُعرف متى يبدأ ولكن لن يُعلم متى ينتهي ولا بأي تكلفة.