يستمر الجدل البيزنطي في بلاط السلطة الحاكمة تحت وطأة احتدام السجال الرئاسي، لا سيما مع دخول عين التينة بقوة على خط الهجوم على العهد وتياره، الأمر الذي ينذر بأن تشهد الأيام المقبلة هجمات مرتدة مضادة من قصر بعبدا وميرنا الشالوحي تهدف إلى “هدم السقف فوق رؤوس الجميع مع انتهاء الولاية الدستورية للرئيس ميشال عون”، وفق تقدير أوساط مراقبة لتداعيات المواقف النارية التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر مستهدفاً بشكل مركّز جماعة “ما خلونا”، واضعةً تهويل باسيل أمس بتغيير النظام ضمن هذا الإطار، حين غرّد لمناسبة ذكرى إعلان لبنان الكبير قائلاً: “صار وقت نتفق على نظام جديد (…) الغرقانين بحقدهم ما بريدوا لا رئيس قوي ولا دولة قوية (…) نحنا حاملين مشروع كامل بالسياسة والاقتصاد، بس ما قادرين ننفذه وحدنا. انزعوا الحقد عنكم”.
ومع بدء العد العكسي للمهلة الدستورية المتصلة بعملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تتجه الأنظار غداً إلى الموقف الذي سيطلقه تكتل نواب “قوى التغيير” خلال مؤتمر صحافي يُعقد عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً في “بيت بيروت” في السوديكو، للإعلان عن “مبادرة رئاسية إنقاذية” وفق ما جاء في نص الدعوة الصحافية لتغطية وقائع المؤتمر. علماً أنّ قوى وأحزاب المعارضة تأمل أن تأتي مبادرة النواب التغييريين الرئاسية على مستوى أهمية المرحلة المفصلية التي يمرّ بها البلد، ترقباً لإمكانية إيجاد أرضية توافقية بين كتل ونواب المعارضة والتغيير والمستقلين، ترتقي بالاستحقاق الرئاسي ليكون نقطة انطلاق حاسمة باتجاه الإنقاذ المنشود والإصلاح الحقيقي في لبنان.
نداء الوطن