تستعرض قيادات «حزب الله» في ختام كلّ أسبوع مهاراتها الخطابيّة مهدّدة أميركا وإسرائيل والغرب بالويل والثبور وعظائم الأمور مستشهدة بانتصاراتها التاريخيّة التي أرعبت وتُرعب الأعداء، لتَرتدّ بعدها إلى الداخل اللبنانيّ فتعطي الأوامر والتوجيهات إلى الدولة الكرتونيّة ومسؤوليها، وترسم خرائط الطريق لكلّ تفصيل في السياسة والأمن والقضاء والاقتصاد والمال… وتُحلِّل وتُحَرِّم بكلّ فوقيّة واستعلاء واستكبار وكأنّ لبنان خُلِق ونشأ مع نشوء «حزب الله» من أربعين سنة من جنتا بقيادة الحرس الثوري الإيراني وكأن كلّ ما قبل ذلك معدوم الوجود.
أن تُهدّد روسيا والصين وكوريا الشماليّة الأعداء الإمبرياليّين فهذا أمرٌ فيه ما فيه من المنطق نظراً لأنّ هذه الدول لديها اكتفاؤها الذاتي وهي تنتج صواريخها وطائراتها ومسيّراتها وقنابلها النوويّة وتصعد الى المرّيخ وتنزل إلى أعماق البحار وتنشر أقمارها الإصطناعية ولديها مواردها المالية والاقتصاديّة وو…
هل أصبح»حزب الله» دولة عظمى تنتج الأسلحة والصواريخ ولديها مواردها المالية والاقتصاديّة والقدرات العلميّة والعسكريّة والمهارات التقنيّة لتقلب موازين القوى العالميّة وتمحو دولاً من الوجود وعن الخارطة؟
أم أنّ كلّ ما يقال ينطبق عليه أغنية فيروز،
روح يا حمام ما تْصَدٍّق
بِضْحَك ع ريما تَ تْنَام.
«روحي يا أميركا وإسرائيل ما تصدقوا»، إنّني أضحك على الشعب اللبنانيّ لأرعبه وأرهبه وأسيطر عليه وأحكمه باسم الحفاظ على مزارع شبعا والثروات النفطية وصولاً إلى إزالة إسرائيل من الوجود.
أمّا كيف ومتى فهذا سؤال جوابه سرّي كمِثل الآية «أمّا تلك الساعة فلا يعرفها أحد غير الله».
وإلّا فكيف نُفَسِّر عدم ردّ «حزب الله» وإيران ومحور الممانعة بكامله على الآلاف المؤلّفة من طلعات طيران العدوّ وقصفه آلاف الأهداف في سوريا والعراق وأماكن أخرى وتصفيته قيادات عسكريّة وأمنيّة وعلميّة نوويّة في قلب إيران واستهدافه قيادات الجهاد الإسلامي في غزّة وما يقال عن تدمير ألف صاروخ في قاعدة حماه منذ أيام وغيرها وغيرها من العمليات العسكريّة غير المعلنة؟
كلّ ما يُقال عن محاربة الشيطانَيْن الأكبر والأصغر ما هو إلّا للتَعمِيَة على السيطرة على عدّة بلدان من ضمنها لبنان بواسطة الجيوش الست الإيرانية المنتشرة خارج حدود إيران وأهمّها «حزب الله».
إلى كلّ النوّاب السياديّين من كلّ الطوائف الذين لا يزالون يؤمنون بوطن الرسالة والإنفتاح والدور المميّز في هذه المنطقة من العالم،
الأمور لم تعد تحتمل أنصاف الحلول الإنقاذ بيدكم،
إخراج لبنان من جهنّم ومن حروب المحاور بِيَدِكُم،
إختاروا الرئيس الصحّ.
وليد بيك، علاقتنا بالعدو الإسرائيلي حدّدتها إتفاقية الهدنة في العام 1949 والقرارات الدوليّة.
نحن لسنا على الحياد في الصراع العربي الإسرائيلي فنحن وراء ما يقرّره العرب وجامعة الدول العربيّة.
البطريرك الراعي شرح مراراً وتكراراً موقفه مؤكّداً هذا الكلام.
نحن مع الدول العربيّة، وعلى الحياد في النزاعات العربيّة العربيّة، وكذلك النزاعات الروسيّة الأوكرانيّة وكذلك النزاعات الصينيّة الروسيّة الكوريّة الفنزوليّة الأميركيّة،
هل لديكم مانع؟
والسلام.
شربل عازار
نداء الوطن