حال البلد يرثى له، والضحية المباشرة لكل ما يحصل على أرض الوطن، هو المواطن المتروك لقدره يصارع من أجل البقاء.
وفي هذه الأيام القاسية، تحضر بقوة مقولة “عسكري دبر راسك”، وهي مقولة خاصة بالعسكر في أرض المعركة، والتي تعكس مدى إتكالهم على أنفسهم لتدبير أمورهم وإنقاذ حياتهم.
فعلاً أنها أيام صعبة، ومخاض عسير يمر به لبنان، ولا بد من التوجه الى كل لبناني ومخاطبته: عسكري دبر راسك من أجل خلاصك.
هذا الكلام ليس عن عبث، إنما يعكس حقيقة مرة في مختلف نواحي الحياة، فاللبناني اليوم متروك، والدولة غائبة كلياً عن واجباتها ومسؤولياتها، وعن توفير أبسط خدماتها.
وعلى هذا الأساس، لا بد من أن يكون كل لبناني عسكري محارب يتكل على نفسه من أجل تدبير أموره والحصول على مداخيل تقيه شر العوز وتحصن عائلته،
فعلاً، اليوم كل لبناني هو عسكري يحارب من أجل توفير لقمة عيشه والحصول على إحتياجاته من المياه والكهرباء والخبز والمحروقات والدواء والإستشفاء،
يحارب لحماية نفسه وحماية عائلته وتدبير أموره، يحارب لإجراء معاملاته وللحصول على كل ما يلزمه من مستندات وأوراق رسمية بحاجة اليها.
“عسكري دبر راسك”، لكن أخطر ما في الأمر أن المساحة بدأت تضيق كثيراً، مع ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل وإرتفاع معدلات الفقر ومع تسارع الإنهيار وإشتداد الأزمة وتوسعها وندرة القدرات والإمكانات.
ومع ضيق المساحة يصبح العسكر وجهاً لوجه من دون أي قدرة على الكر والفر والمناورة، أي أنه بات في مواجهة مباشرة ومكشوفة في ما بينه ومن أجل البقاء.
حذاري.. لكن للأسف لن يسمعوا اليوم لأنهم لم يسمعوا ولم يفعلوا أي شيء بالأمس القريب والبعيد.
ما يؤكد ذلك، أن المسار الهبوطي الذي بدأ منذ نحو ثلاث سنوات مستمر من دون هوادة، في حين أنهم لم يتخذوا ولو إجراءً واحداً للجمه، إنما بالعكس مارسوا كل أفعالهم المشينة التي أدت الى المزيد من الإنهيار.
فهل هي صدفة، أم أمر مدبر؟
عليه، فإنه في بلد قلة فيه الأخلاق والوطنية لدى مسؤوليه، علينا الإنتظار لنرى مصيرنا، لأنه ليس باليد حيلة!
بقلم ناشر ورئيس تحرير موقع Leb Economy الفونس ديب