يتأزم المشهد اللبناني يوماً بعد يوم فيما الأنكى عدم وجود بوادر للحل، ولو على صعيد واحد للجم كرة النار التي تحمل اللبنانيين الى قعر جهنم. إذ إن الدولار يواصل مساره التصاعدي وسط انقطاع الدواء والكهرباء والمياه وهلع من انقطاع المحروقات، بينما المناكفات مستمرة بين أطراف السلطة لتشكيل حكومة والعيون على تصريف الأعمال للتخفيف من وطأة الأزمات اليومية.
وفي السياق، قرر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي الفصلَ بين مواجهاته الإعلامية ـ “البيانيّة”، مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وعلاقتِه برئيس الجمهورية ميشال عون. فحمل أوراقه الحكومية وتوجَّه مجدداً إلى بعبدا صباح أمس الأربعاء. وتكشف مصادر سياسية مطلعة لموقع القوات اللبنانية، عن أنه “كان يعلم أن الزيارة لن تأتي بأي جديد، إلّا أنه لا يريد تحمُّل مسؤولية عدم بذل الجهد الكافي للتأليف فيما البلاد على أبواب انتخابات رئاسية غير مضمون حصولها في مواعيدها الدستورية”.
وفي ظل هذه المعادلة التي تُبقي عربةَ التشكيل معطّلة تراوح مكانها، من المتوقّع أن يدخل الثنائي الشيعي بقوة على الخط لمحاولة دفع التأليف قدماً. ففي المهلة الزمنية القصيرة الفاصلة عن الأول من أيلول، تاريخ دخول البلاد رسمياً ودستورياً مدارَ الانتخابات الرئاسية، سيعمل حزبُ الله، على محاولة التوفيق بين السرايا وبعبدا وميرنا الشالوحي. لقراءة المقال كاملاً اضغط على الرابط: العقبات على حالها و”الحزب” يتحرّك للتشكيل قبل 1 أيلول
من جهة أخرى، يؤكد مواكبون لملف التأليف، لـ”الجمهورية” ألا “جديد يُبنى عليه حتى الآن، ونقاط الخلاف المعلومة لا تزال قائمة بين عون وميقاتي. ومنسوب التشاؤم لا يزال الأعلى الا انّ ذلك لا يعني ان الباب مُغلق نهائياً على إمكان التفاهم في اي لحظة”. وعن موعد اللقاء الخامس بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، يقولون، إن “المشاورات ستستمر، واللقاء الخامس يفترض انعقاده نهاية الأسبوع الحالي، لكن حتى الآن وكما سبق وقلنا ليست في اليد أي معطيات إيجابية يُبنى عليها”.
كما يبدو جلياً انّ الفريق السياسي المحسوب على عون يستعجل تأليف الحكومة. حتى ان بعض الأصوات ضمن هذا الفريق طرحت ان ينزع عون التكليف من ميقاتي، وتكليف شخصية جديدة. إنما مصادر حكومية تؤكد لـ”الجمهورية”، أن “اي كلام عن نَزع التكليف من ميقاتي هرطقة، وكلام بلا اي مفاعيل ولا قيمة له على الاطلاق. ومن يطرح هذا الامر امّا هو جاهل بالدستور، او يتعمّد القفز فوق الدستور من خلفيات انفعالية لا أكثر”.
كذلك، تختصر مصادر مواكبة أجواء لقاء بعبدا الرابع بـ”لا حكومة إلا بشروط باسيل”، موضحة لـ”نداء الوطن” أنّ “اللقاء الذي خرج بنتيجة وحيدة وهي وعد بعقد لقاء خامس الأسبوع المقبل، عزّز الانطباع بتعذر تدوير الزوايا حول النقاط الخلافية المتصلة بالحصص الوزارية في التشكيلة المرتقبة”، ومشيرةً إلى أنّ “الكباش الرئاسي يدور حول نقطة مركزية وهي السيطرة على القرار الحكومي، إذ إنّ شروط عون الجمهورية الحكومية يمكن اختزالها بإصراره عشية انتهاء ولايته الدستورية على تأمين حصة وزارية وازنة لباسيل تتيح تنصيبه رئيس جمهورية مقنّعاً على طاولة مجلس الوزراء خلال مرحلة الشغور الرئاسي”.
اقتصادياً، تتصاعد في أوساط الخبراء الماليين والاقتصاديين اتجاهات اعتماد الدولرة الشاملة للاقتصاد، واتخاذ الدولار كعملة للتداول في لبنان، طالما أنه يستورد أكثر من 90% من حاجياته، كأحد الحلول الأساسية للبدء بالخروج من الأزمة، على أن يترافق ذلك مع تسعير مختلف السلع والبضائع والخدمات بالدولار، وصولاً إلى الضرائب والرسوم والأجور في القطاعين العام والخاص.
فيما يؤكد رئيس المعهد اللبناني لدراسات السوق باتريك مارديني، لموقع “القوات”، أن “الدولرة يمكن أن تكون الحلّ لمعظم المشاكل النقدية والأزمات الاقتصادية والمعيشية التي يعانيها الشعب اللبناني، إذ إن السبب الأول للفقر في لبنان اليوم، هو ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، أو انهيار الليرة”. لقراءة المقال كاملاً اضغط على الرابط: الدولرة كحلٍّ… من تسعير السلع إلى الضرائب والأجور
ومع مشارفة العطلة الصيفية على الانتهاء، علت صرخة الأهالي مع إبلاغهم من قِبل إدارات المدارس برفع الأقساط نحو 9 أضعاف، بحجة اضطرارهم إلى رفع رواتب الأساتذة وتأمين المصاريف التشغيلية للمدرسة. ناهيك عن القرطاسية التي أصبحت تُحتسب بكاملها على دولار في السوق.
في السياق، يوضح صاحب إحدى المكتبات أنطوان جوخدار لموقع “القوات”، أنه “بعد الاتفاق على الدولار المدرسي بين وزارتي التربية والاقتصاد والذي فرض تسعير الكتاب، 76% منه وفق دولار السوق السوداء، ارتفعت الأسعار بطبيعة الحال، فحتى الكتب المصنّعة محلياً لم تسلم من اللعبة بحجّة استيراد المواد الأولية للتصنيع. أضف إلى ذلك، هناك كتب أجنبية تُسَعّر على اليورو، فأصبحت الكلمة منشورة على حبال الليرة واللولار والدولار واليورو”. لقراءة المقال كاملاً اضغط على الرابط: الكتب والقرطاسية على دولار السوق السوداء واليورو… النزوح إلى “الرسمية” محتّم
أما على صعيد الترسيم البحري، وعلى الرغم من دنوّ شهر أيلول وما قد يحمله من تطورات بحرية ربطاً بإعلان إسرائيل عن البدء في استخراج الغاز من حقل كاريش، تتحكم الضبابية في الملف، وكذلك التهديدات المتبادلة بين حزب الله واسرائيل. وفيما افيد بأن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين سيصل الى المنطقة في غضون أيام قليلة، تؤكد مصادر معنية بملف الترسيم لـ”الجمهورية” ألا شيء مؤكداً حتى الآن.a