يُجمع عدد من المسؤولين السياسيين والماليين في مجالسهم الخاصة على ان خريف لبنان المقبل لن يكون كعادته ضيفا خفيفا مرحبا بهوائه العليل، انما سيكون هذا العام قاسيا لا بل قاسيا جدا في ظل تفاقم الازمة المالية واستمرار ارتفاع سعر الصرف من دون سقف، وغياب اي خطط سريعة للتعامل مع الواقع خاصة مع تعطل المفاوضات مع صندوق النقد والتي تم ربطها على ما يبدو باستحقاق الرئاسة الذي بات شبه محسوم انه مفتوح على المجهول القاتم.
وقال مصدر نيابي لـ»الديار» ان كل المؤشرات تؤكد اننا مقبلون على ايام صعبة وخريف «قاس» مع التقنين الحاد الذي يمارسه «مصرف لبنان نتيجة تجاوز الخطوط الحمراء بما يتعلق بالاحتياطي الالزامي، والذي تجلى مؤخرا بقرار وقف الدعم التدريجي السريع عن مادة البنزين ما ادى لارتفاع سعر الصرف الذي يؤكد المعنيون انه سيواصل ارتفاعه مع لجوء المستوردين للسوق السوداء لتأمين دولاراتهم التي لم تعد تؤمنها «صيرفة». واوضحت المصادر ان ما يجعل الصورة سوداوية اكثر هو غياب الحلول الجدية مع الجمود المسيطر على المفاوضات مع صندوق النقد نتيجة الخلافات الداخلية حول صيغ «الكابيتال كونترول» واعادة هيكلة المصارف والدولار الجمركي، وسط معلومات عن ان الصندوق بات يربط اصلا احياء المفاوضات بانجاز الاستحقاق الرئاسي ما يعني الفراغ على المستويات كافة في ظل انهيار غير مسبوق، ما يجعل الوضع مفتوحا على اسوأ الاحتمالات.
وبعدما كان رفع الدولار الجمركي قاب قوسين او ادنى من الاقرار، علمت «الديار» ان عددا من الفرقاء بات يدفع باتجاه القاء كرة النار هذه في حضن مجلس النواب بعد رفض الرئيس عون توقيع المرسوم كما بعد رفض وزير المال السير باقتراح ميقاتي الاخير بأن يرفعه هو شخصيا، ما كان سيعني تحمل مرجعيته السياسية اي الرئيس نبيه بري تبعاته.