كأن ما يحدث في لبنان هو في كوكب خارج الأرض، فلا مراصد للسلطة تكتشفه، ولا تلسكوبات لديها تلتقط ما يجري. كل ما يحدث في لبنان لا تراه عين مسؤول، ولا تحرك فيه ذرة من مسؤولية. الهموم في مكان آخر والحسابات لا تتطابق مع حسابات بيدر المواطن الذي وجد نفسه مرة جديدة في طابور جديد، إما أمام محطة وقود أو أمام فرن وغدًا أمام سوبرماركت، هذا إذا توفرت في جيبه أموال أكلها الارتفاع المتواصل لسعر صرف الدولار.
والأخطر، مع غياب المعنيين عن أي معالجات، ما تحذر منه مصادر مطلعة وهو أن ما يشهده لبنان اليوم هو بداية الأزمة وليس نهايتها، وأن الأمور ذاهبة من سيئ إلى أسوأ طالما لا يوجد أحد في السلطة يقدّر حجم الكارثة التي يتخبط بها اللبنانيون. وكل قطاع في الدولة يغني على ليلاه.
وتوقفت المصادر عينها في حديثها لـ “الأنباء” الإلكترونية عند أمرين: اعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إحالة مشروع الدولار الجمركي الى مجلس النواب ما يعني دفنه في مقبرة اللجان المشتركة، وبالتالي عدم تأمين الإيرادات المالية لدفع رواتب موظفي القطاع العام، ما يعني استمرارهم بالإضراب الذي ناهز الشهرين. أما الأمر الآخر فهو عودة مشهد الطوابير أمام محطات المحروقات. وهذا يؤكد ان الازمة في بداياتها، وأن الحديث عن حل قريب مبالغ فيه كثيراً.
الانباء