لم تأتِ خطوة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بزيارة قصر بعبدا للقاء الرئيس ميشال عون بالايجابية المرجوّة، بل كانت بمثابة قنبلة دخانية لا اكثر، لو بدا ظاهرياً انّها هدفت لتسريع عملية تشكيل الحكومة قبل الوصول الى لحظة الفراغ الكامل، لكنّ في المضمون انّ الاشتباك السياسي والصدام الحكومي طويلا الامد، غير أنّ المطّلعين على مسار التشكيل يدركون جيداً عدم حماسة الافرقاء لحكومة جديدة.

وهناك من يقول انّ عدم عقد اللقاء الثاني الذي كان مقرراً  في غضون الـ 48 ساعة لا يعني أنّ الإتصالات متوقفة بين أقطاب القوى السياسية المعنيّة بالتشكيل، ايّ بين الرئاستين الاولى والثالثة، وبالتالي فإن الكرة في ملعب رئيس الجمهورية.

ووفق معلومات وكالة “اخبار اليوم”، انّ “المعركة” على حقيبة الطاقة انتهت ووُضعت جانباً، فيما التغيير المطروح للتشكيلة الحكومية لن يطال الا وزيرين، وعلى ما يبدو  هما وزير الاقتصاد امين سلام ووزير المهجرين عصام شرف الدين، ولتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، هناك ساعات قليلة فاصلة سوف توضح مسار الحكومة العتيدة.

وفي اجواء عين التينة، على الرغم من ان  رئيس البرلمان نبيه برّي، وخلال لقائه مجموعة من الصحافيين نهاية الشهر الفائت كان قد عبر عن ان التأليف يحتاج الى “معجزة”، الا انه يؤيد تأليف الحكومة اليوم قبل الغد، فالملفات الاقتصادية او المتعلقة بالاصلاحات تتطلب الاسراع في تأليف حكومة يفترض بالقوى السياسية التعاون لتبصر النور بدل الدخول على خط التعطيل عبر التشويش على لقاء الاربعاء، ومحاولة عرقلة مسار التأليف.

الى ذلك، يشترط برّي الدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بإقرار القوانين الإصلاحية التي يطلبها صندوق النقد الدولي في شهر آب، بسبب احتمال عدم تبلور تسوية داخلية تسمح بإتمام الاستحقاق الدستوري في موعده، وذلك بعدما كان سرّب في السابق مقرّبون منه بأنّه سيدعو إلى جلسة الانتخاب بدءاً من أوّل أيلول.

لكنّ حتّى الساعة، يجب عدم الرهان، والذهاب بعيداً حول إمكانية الوصول إلى تفاهم على تشكيل حكومة جديدة، حيث يشير المراقبون إلى أنّ الأمور في ​لبنان​ تبقى دائماً مفتوحة على كافة الإحتمالات، وأنّ الذهاب إلى ​الفراغ الرئاسي​ في ظل حكومة تصريف أعمال قد يقود إلى ما يمكن وصفه بـ”المرحلة التأسيسية”، نظراً إلى السجالات التي ستكون مفتوحة على هذا الصعيد.

شادي هيلانة – أخبار اليوم