لا شك أن الحِملَ ثقيل هذه الايام فالأزمة على الجميع نعم، ولكن هل من فرصة للنجاة بأرواحنا ونفوسنا؟
المتشائمون كُثر في هذه الايام وعلى الأغلب معظمهم غادروا البلد لعلّ الأمل في الخارج يعيد الى قلوبهم ما فقدوه في بلدهم العزيز، أما المتفائلون نسبيًا، والاصح “المقاومون”، وعلى قلّتهم فلا يزالون ينشرون في زوايا “جهنم في نسخته اللبنانية” بعضًا من أملهم وثقتهم بأن لبنان سيعود أفضل من قبل. طبعًا فكما يقول المثل “ما أضيق العيش لولا فسحة الامل”.
الواقع صعب! ولكن لنتحدث صراحةً فلن يساعدنا أحد على تخطي المرحلة سوى أنفسنا بما أن الجميع “منهار”، لذلك فلنتغلب على واقعنا السيء ولنخرج من قوقعتنا التي تؤثر سلبًا على ذاتنا وتعاملنا مع الآخرين، ولنعالج نفوسنا من “الكبوة” التي فُرضت علينا من قبل سلطة أقل ما يقال فيها أنها فاشلة حاقدة ومجرمة تتفنن بقتل شعبها بكل الوسائل المتاحة الشرعية وغير الشرعية!
مدربة حياة وبرمجة اللغة العصبية جنى عيسى اعتبرت في حديث عبر Kataeb.org، أن الأزمة الاقتصادية الراهنة ترخي بثقلها على الجميع ولكن تختلف نسبة تأثيرها بين شخص وآخر وعائلة وأخرى، إنما هذا لا ينفي تراجع القدرة الشرائية وارتفاع نسبة الفقر، اضافة الى تبدّل الاولويات والحاجات الاساسية لدى العائلات اللبنانية ونمط عيشها الذي اختلف عن السابق.
وإذ نصحت بتحديد الاولويات، شددت على ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية للاستمرار في خضم الازمة من خلال طرق سهلة وغير مكلفة يمكن اللجوء اليها لاعادة شحن الطاقة التي تُستنزف يوميًا بفعل العوامل الخارجية التي باتت معروفة.
وتابعت:” مصادر الطاقة هذه باتت أكثر شعبية في لبنان، فالسياحة الداخلية على سبيل المثال صارت مقصد اللبنانيين بكلفة أقل مقابل نشاطات ترفيهية في الطبيعة تساعد على استعادة الطاقة التي فُقدت ما بين الاستمرار على قيد الحياة وتأمين الاساسيات للعيش”.
ولفتت الى أن البلدان الاوروبيّة وبالرغم من تأمينها كافة اساسيات العيش من التأمين الصحي الى التأمين الاجتماعي فإن مواطنيها غير راضين عن حياتهم حتى أن عدد المكتئبين فيها كبير جدًا، مضيفةً: “إن المجهود يجب ان يكون شخصيًا في مكان معيّن، أي إدراك المواضيع التي تخرج عن قدرة الانسان على التحكم والسيطرة عليها كالوضع الاقتصادي، ارتفاع الاسعار…، لأن التركيز عليها غير مجدٍ ونافع وبالتالي يجب على الشخص أن يهتم بردود فعله تجاه المواقف وتطوير قدرة استيعابه للامور وايجاد الحلول لها”.
وشددت على أن العومل الخارجية ليست هي الحل، أي أن الانتقال الى بلد آخر لن يجعل الشخص سعيدًا، مشيرة الى أنه يجب العمل من أجل الوصول الى هدف معيّن.
واضافت:” للاسف هناك بعض الاشخاص الذين يدرسون ويعملون ولكنهم غير سعداء بحياتهم، لذلك من المهم ايجاد الهدف الاساسي بالحياة والعمل على تطوير الذات، وهذا ما ظهر في فترة كورونا والحجر المنزلي حيث عمل بعض الاشخاص على إنشاء عملهم الخاص بعيدًا عن وظيفتهم وعملوا على ابتكار الخدمات والبضائع”.
انطلاق العام الدراسي
همّ جديد يُضاف اليوم على هموم اللبنانيين لاسيما الاهالي قبيل انتهاء العطلة الصيفية وانطلاق العام الدراسي، فكيف يمكن مساعدتهم على تمرير هذه المرحلة الصعبة؟
تنصح عيسى الاهالي بتحديد ميزانية معيّنة لمصروفهم والحدّ من القيام ببعض الأمور التي لم تعد من الاولويات كالنشاطات الاجتماعية، واستبدالها بالاساسيات كدفع الايجار، فاتورة الكهرباء والمولّد، والطعام… مشيرةً الى ان التوعية المالية مفقودة في لبنان فالبعض مستعدّ للاستدانة من أجل سهرة واحدة في حين “يغصّ” بفاتورة المولّد.
ولفتت الى ان على اللبناني ان يدرك أن الحاجات الاساسية كالاكل والشرب والسكن وأقساط المدارس أولوية، وأن يتقبّل التغيير الذي طرأ على حياته وان يتأقلم.
وتابعت:” للاسف اكتشفنا ان حياة الرفاهية التي عشناها قبل الازمة كانت كذبة، ويجب الاقتناع ان هذه الفترة لن تبقى الى الابد وهذه العاصفة ستمرّ، وأنا أشجع الاشخاص على البدء بمشاريعهم الخاصة الصغيرة لزيادة مدخولهم وعدم الاكتفاء بوظيفتهم الثابتة، وتشجيع الصناعة الوطنية لانعاش اقتصادنا”.
الكاتب: جولي مجدلاني المصدر : كتائب