في ظل تعدد أسعار الصرف الموجودة في البلد من سعر منصة صيرفة وأسعار السحوبات عبر التعاميم الصادرة عن مصرف لبنان فضلاً عن السوق السوداء، يبقى السؤال الأهم عن قيمة سعر الصرف الحقيقي الليرة اللبنانية مقابل الدولار.
في هذا السياق، إستطلع موقع leb economy اراء الخبراء الإقتصاديين الذين أجمعوا على الإنعكاس الإيجابي لعامل الثقة وتنفيذ الإصلاحات على سعر صرف الليرة مقابل الدولار.
غبريل: تطبيق العملية الإصلاحية
يقوّي سعر صرف الليرة
رأى كبير الاقتصاديين في بنك بيبلوس نسيب غبريل في حديث لموقع Leb Economy إنه “لا يمكن تحديد سعر الصرف الحقيقي لليرة اللبنانية في ظل تعدد أسعار الصرف، فالى جانب سعر الصرف الرسمي هناك سعر منصة صيرفة وسعر صرف السحوبات عبر التعاميم 151 و 158 ، فضلاً عن سعر الصرف في السوق السوداء”.
و اذ أكد إنه “من المبكر تحديد السعر الحقيقي لسعر الصرف”، لفت غبريل إلى أن “هذا الأمر يتطلب عملية إصلاحية من ضمنها توحيد أسعار الصرف المتعددة في السوق اللبناني من خلال التعويم التدريجي او لمرة واحدة لسعر الصرف الرسمي، بحيث يحدد العرض والطلب السعر الحقيقي لليرة”، مشدداً “على ضرورة أن تُطبق هذه العملية بتأني وحذر لأن تعويم سعر صرف الليرة من دون مناخ إصلاحي ممكن ان يؤذي في مرحلة أولى وعلى المدى القصير”.
وفي حين لفت غبريل الى أن “توحيد اسعار الصرف هو من ضمن الإجراءات المسبقة للإتفاق مع صندوق النقد الدولي”، رأى “إنه يجب أن يؤجل الى ما بعد التوقيع النهائي مع الصندوق حيث تبدأ مرحلة تطبيق الإصلاحات البنيوية حسب جدول زمني محدد وأولويات محددة وبالتالي يبدأ المناخ الإيجابي مع تطبيق الاصلاحات و عودة الحركة الاقتصادية تدريجياً الى طبيعتها وبدء تدفق رؤوس الأموال وإستعادة الثقة بشكل تدريجي”.
وأشار غبريل الى أن “العملية الإصلاحية تتطلب قيام مصرف لبنان بإعادة تكوين لإحتياطاته بالعملات الاجنبية كي يتمكن من التدخل في السوق لمنع التقلبات الحادة في السوق”.
واعتبر غبريل أن “السوق السوداء غير شرعية وغير مقوننة وغير شفافة ولاتخضع لأي رقابة ويتحكم بها المضاربون والمستفيدون”، لافتاً إلى أن “الهدف من توحيد أسعار الصرف هو الإستغناء عن هذا السوق”.
وأوضح غبريل أن “مصرف لبنان أسّس منصة صيرفة لتحويل الطلب على الدولار من قبل التجار والمواطنين إليها”، معتبراً أن “مصرف لبنان نجح بهذا الأمر الذي أدى الى لجم سعر الصرف في السوق الموازية”.
وتوقع غبريل إنه “في حال تطبيق العملية الإصلاحية الجدية سنشهد ارتفاعاً ملحوظاً في النمو الإقتصادي لم نشهده منذ خمس سنوات، وهذا يعد عامل ثقة ويؤدي الى تقوية سعر صرف الليرة”.
مارديني: لا سقف لإرتفاع الدولار
دون تطبيق الإصلاحات
بدوره، رأى الخبير الاقتصادي الدكتور باتريك مارديني في حديث لموقعنا Leb Economy أن “السعر الحقيقي لسعر الصرف ليس سعراً ثابتاً انما هو سعر يتحرك يومياً حسب الوضع الإقتصادي والمالي و النقدي والمصرفي في البلد “.
واذ شدد على أنه “لا يوجد سعر صرف حقيقي”، لفت الى ان “هناك سعر صرف معين يومياً لأننا نعيش وسط نظام صرف عائم عبر السوق السوداء و منصة صيرفة”، معتبراً أن “السعر الحقيقي لسعر الصرف هو سعر السوق السوداء الذي يتحرك يومياً بناءً على المعطيات الإقتصادية التي تتضمن كمية الليرة في التداول والتي تؤدي في حال ازديادها الى انهيار سعر صرف الليرة، اضافةً الى نسبة النمو ففي حال ارتفع ينعكس ايجاباً على سعر الصرف أما في حال انخفاض النمو فسعر صرف الدولار يرتفع وبالتالي تنهار الليرة”.
كما شدد مارديني على أن “عامل الثقة بالليرة اللبنانية يؤدي الى الحفاظ على الإستقرار في سعر الصرف، ففي حال إنعدام الثقة، يتجه المواطنون الى بيع الليرة وهذا ينعكس سلباً على سعر الصرف”.
وإذ أوضح مارديني أنه “طالما عجز الموازنة مستمر سوف يتم تمويله من خلال زيادة حجم الكتلة النقدية، ما يعني أن سعر صرف الدولار سيستمر بالإرتفاع”، شدد على “إمكانية الحد من هذا العجز عن طريق الموازنة بين الواردات والنفقات وتطبيق الإصلاحات التي من دونها لا سقف لإرتفاع الدولار”.
البواب: قيمة الليرة
مرتبطة بعامل الثقة
من جهته، رأى القيادي الاقتصادي الدكتور باسم البواب “ان السعر الحقيقي لسعر الصرف هو سعر السوق السوداء وليس سعر المنصة التي لا يتمكن المواطنوان بيع وشراء الدولار عبره “.
واذ اشار إلى أن “سعر الصرف في السوق السوداء يهبط ويرتفع حسب العرض والطلب”، لفت إلى أن “هناك من يتدخل في بعض الأحيان لرفعه او خفضه ليوم أو لساعات عن طريق قاعدة العرض والطلب “.
وفي حين أوضح البواب أن “سعر الصرف مستقر على 30 او 31 الف ليرة في الآونة الاخيرة بسبب وجود المغتربين”، تخوّف من معاودة سعر الصرف الإرتفاع مع إنقضاء الموسم السياحي”.
كما أكد البواب أن “قيمة الليرة اللبنانية مرتبطة بوجود الثقة بالبلد ومصرف لبنان والقطاع المصرفي”، وأسف لكون هذه الثقة غير متوفرة اليوم و تحتاج لوقت طويل لبنائها في حال بدأنا نسير في الطريق الصحيح.