كتب محمد ناصرالدين في سكوبات عالمية:
بإيعاز من السفارة الأمريكية ، او تحت ضغط الخارجية الامريكية ، كلها عبارات تستعملها الوكالات الاخبارية المحلية و العالمية في شرج مواقف و اتجاهات حكومية معينة.
لا شيء يأتي من فراغ ، و إن افترضنا المبالغة او التهميش أمراً طبيعياً في توجه أي مصدر اخباري
و لأننا نؤمن أن الخصال السياسية هي كالخصال الخُلُقية ، تأتي بفطرة الإنسان ، يمكن تمييز الشعوب بشكل أو بآخر عبر ” نهج من ممارساتها السياسية” . على سبيل المثال لا الحصر ، منذ شرارة الحرب العالمية الاولى يومنا هذا ، كانت الخارجية الاميريكية تعتمدا نهجاً واحداً و هو ” التلويح بالعصا ” .
على عكس السياسة السوفيتية و لاسيما الروسية التي كانت اكثر وضوحاً في تهديد عدو أو تتبيت على كتف صديق و لذلك يحسب أن اهم ميزات النهج السياسي الامريكي هو المباغتة و السرية التامة حتى قطاف النتائج.
في سبيل تعزيز هيبة نهجها و تأثيرها ، تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية عبر حلفائها و أجهزتها و أساطيلها ، من تأسيس ” شبكة عقوبات ناجعة ” و إقامة حزام رعب حول الدول “المتوقع لها ” التمرد على الحياة الاميريكية المفروضة على الشعوب .
في الدول ذات السيادة المنقوصة ، خصوصاً الدول الشرق أوسطية ، كانت السفارات الامريكية و ما زالت ، مسار طبيعي ، للموافقة او المباركة على القرارات الحكومية في بلد ما .
فتسعى الحكومات بإختلاف محاورها ، على تجنب السير عكس الموج الامريكي ، و هذا ما شاهدناه مع الحكومات اللبنانية الاخيرة الموالية لحزب الله و التي سُجل لها أن تفادت في الكثير من المواقف الاصطدام مع ” تمنيات عوكر ”
و هذا التخوف ، طبيعي و يمكن فهمه ، كون العقوبات الامريكية ، قد تشل أحياناً قطاعات كاملة في البلد ” المتمرد” .
قد تكون العقوبات غير ناجعة ضد الكيانات الغير حكومية ، كالأحزاب السياسية و الميليشيات المسلحة . لهذا ابتكرت الرئاسة الأمريكية ما يسمى باللائحة السوداء او لائحة الإرهاب و هي لائحة نشطة وافديها كثيرين خصوصاً من كيانات شرق اوسطية ، لا سيما تلك التي تشكل خطراً على الكيان الصهيوني و مصالحه.
لكل شعب ثقافته في إملاء خياراته على الآخرين ، و لا تخرج السفارات و عصا العقوبات من كونها الحزام الاول للامن القوي الامريكي و إخضاع الدول ، كيف لا و هي من نصبت نفسها على ” العرش العالمي ” .