في ظل الأزمة التي يعيشها لبنان جراء تدهور العملة، أضحت القطع النقدية المعدنية من فئة الـ 500 ليرة لبنانية وفئة الـ 250 ليرة دون قيمة فعلية في عمليات البيع والشراء .
وكانت العملة المعدنية قبل الأزمة تشتري العديد من الحاجيات الضرورية الصغيرة للاستعمال اليومي، وقيمتها توازي ثلث دولار أميركي، أما اليوم فقد صارت هدفا للجمع من قبل هواة جمع العملات.
إلا أنه وبعد الأزمة ارتفعت قيمة الـ500 ليرة لبنانية المعدنية، إذ بات بإمكان حاملها أن يبيعها بأعلى من ثمنها وبالدولار الأميركي.
أما بحسب تجار السوق اللبناني، فإن سعر الكيلو من معدن الـ500 ليرة لبنانية بات يتجاوز الـ20 دولارا أميركيا.
وقال خبير المخاطر المصرفية محمد فحيلي في تعليق لموقع “سكاي نيوز عربية “: يوجد في لبنان أسواق لتصنيع النيكل والنحاس وهناك بعض التجار يرغبون بشرائها “.
وأضاف الفحيلي: “يباع النيكل ومن ثم يذاب ويصنع، وفي الظروف الحالية يبقى الحديث عن ذلك غير مستغرب اقتصاديا ويعد أمرا طبيعيا”.
من ناحية أخرى بدأت قطعة الـ250 ليرة لبنانية النحاسية تتحول الى حلي وإكسسوارات نسائية، وتباع بأسعار متفاوتة وفق الحجم والشكل في معارض الأسواق السياحية هذا الصيف.
وقال تاجر نحاس في مدينة البترون السياحية شمال البلاد لموقع “سكاي نيوز عربية”: قطعة الـ 250 ليرة تعتبرُ من القطع المعدنية التي تتميّز بقيمة عالية إذ أنها تُصنع من النحاس والألمنيوم والزنك في الوقت نفسه.”
وأوضح أن” عملة الـ250 ليرة النقدية يجري استخدامها مع قطعة الـ500 ليرة في إعداد المصنوعات التراثية أو الحرفية، وفي إعداد الأطواق المعدنية أو السّوار الخاصّ بالنساء “.
وأضاف: “من لديه كمية من تلك القطع النقدية، بادر ببيعها والحصول على ثمنها بالدولار الأميركي لتتحول إلى حلي وأطواق نسائية بعد أن فقدت قيمتها النقدية في عمليات البيع والشّراء ضمن السوق”.
وقال أنور وهو أحد مصممي الإكسسوارات، لـ” سكاي نيوز عربية”: “الحلي المعدنية والمصنعة من العملات، موضة رائجة هذا الصيف والنساء يرغبن الاحتفاظ بها، ومن هنا كانت فكرة ابتكار تصاميم تناسب أذواقهم في ألوانها وأشكالها المستديرة، وتتلائم مع مختلف التصاميم الشرقية والعباءات”.
ولفت أحد التجار في سوق جبيل الأثري لموقع “سكاي نيوز عربية”: إلى أن ما لا يعرفه البعض هو أنّ قطعة الـ500 ليرة تتكوّن من “النيكل” و “الستيل” ويصلُ وزنها إلى 6 غرامات، وأن سعر الكيلو منها يتجاوز 20 دولاراً أميركياً، أي ما يعادل 600 ألف ليرة لبنانية.”
وتابع: “قبل الأزمة المالية التي ضربت لبنان في عام 2019، كانت الـ250 ليرة لبنانية تُساوي 16 سنتاً، أما اليوم، ومع وصول الدولار إلى عتبة الـ30 ألف ليرة، فقد باتت العملة الورقية من فئة الـ5 آلاف ليرة هي التي تساوي 16 سنتاً بعدما كانت تساوي سابقاً 3.33 دولاراً.”
وأشار الى أن “قيمة السوار الذي يتضمن قطعة الـ250 ليرة، تبلغ 180 ألف ليرة، أو ما يعادل 6 دولارات، أما السوار الذي يتضمّن قطعة الـ500 ليرة فيبلغ سعره الـ150 ألف ليرة أو ما يعادل 5 دولارات.”
ولفت إلى أن” هناك جهاتٍ عديدة تعمل على شراء تلك العملات النقدية بغية تذويبها واستخدام المعادن الموجودة فيها في صناعات أخرى، لاسيما النحاس والألمنيوم.
وختم: “شراء تلك العملات يكون بالدولار، وهو يتغير تباعاً مع تغير أسعار المعادن عالمياً.”
سكاي نيوز