تتنزه في أروقة السوبرماركت وبين رفوفها فترى بضائع وسلعاً بألوان معروفة ولكن بأسماء جديدة. قد تتردد للحظات اذا ما كنت ستشتريها او ستجرّبها كونها تعرض امامك للمرة الاولى، تفكر وتنتظر، ولكن حين يقع نظرك على سعر السلعة “المغري” والمنخفض مقابل الماركات المعروفة، تسمح ليدك بأن تسحبها من على الرف وتضعها في العربة لتعود وتتنزه من جديد وصولا الى امين الصندوق ودفع الحساب. ولكن هل تعلم ان هذه المنتجات التي اشتريتها قد لا تكون مطابقا للمواصفات؟
على الرغم من القرار الصادر عن وزارة الصناعة الذي ينصّ انه يتعيّن على كل دكان او محل بيع او سوبرماركت ان تستلم من المصنع الذي تشتري منه موادها، ملفا كاملاً يتضمن رخصته ومعلومات حول بضائعه ومواصفاتها، الا انه لا يخلو الامر من التعامل في بعض الاحيان، مع مصانع غير مرخصة او غير شرعية تروّج بضائعها في السوق من دون الالتزام بالمعايير والشروط المطلوبة منها.
“اللبنة، الجبنة، رب البندورة، بعض المعلبات، والمنظفات” هي اكثر السلع المغشوشة والتي تباع من قبل مصانع غير شرعية يكشف وزير الصناعة جورج بوشكيان في حديث لموقع kataeb.org.
ويشير بوشكيان الى ان اكثر المصانع غير الشرعية تابعة لنازحين سوريين الا انه ينفي ان تكون هذه الجهات هي جماعات ارهابية او عصابات كما يروّج البعض لذلك.
ويضيف: “وزارة الصناعة تقوم بعمل يومي بمراقبة مصدر البضائع وتفتيش المصانع والتحرك عبر اغلاق اي مصنع غير شرعي سواء اكان “تحت الدرج او فوق الدرج” وفي الاحياء وبين الأزقة ثم نقوم بتبليغ الاجهزة الامنية لسحب منتجات هذه المصانع من الاسواق. كما ان معهد البحوث الصناعية مكلّف باختبار عيّنات من الأسواق، والكشف عما اذا كانت مطابقة للمواصفات او متلاعبا بها والتحرك في السياق عينه”.
ورداً على سؤال عما اذا كانت اعداد المصانع هذه بازدياد ولا سيما لانها باتت تشكل بديلا في السوق اللبنانية مع استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار والغلاء المعيشي، اعتبر بوشكيان ان موضوع اقفال المصانع غير الشرعية هو من اولويات الوزارة، وهذا الامر لن يتطور طالما العمل جار لانهاء هذه المخالفات. الا انه اكد في الصدد عينه، الى اهمية التضامن الوطني والتكامل في العمل بين القطاعين العام والخاص لذلك على السوبرماركت او الدكان ان يبلغ بدوره اذا ما كشف اي حالة تزوير او غش بهذا الخصوص، كما انه حتى من واجب المواطن والبلديات التعاون مع الوزارة عبر تبليغها او الاتصال بخطها الساخن في حال التأكد من اي مادة او سلعة مغشوشة وغير مرخصة المصدر.
وعن ابرز النصائح التي يعطيها للمواطنين للوقاية وعدم شراء هذه المنتوجات، يؤكد بوشكيان النقاط الآتية:
– اولا على المواطن التأكد من تاريخ انتاج وانتهاء صلاحية السلعة التي ينوي شراءها
– ثانياً، على السلعة ان تحتوي على مواصفة Libnor اي انها ملتزمة الشروط الفنية الواجب مراعاتها او على شعار NL اي normes libanaises.
– ثالثا، على السلعة ان تتبع ايضا معايير ISO وان تكون حاصلة على شهادة GMP (Good Manufacturing Practices) وهذا الامر تتم قراءته على خارج العبوة.
قد يكون الدكان اوالسوبرماركت وسط هذه الظروف هو المكان الذي يشكل العامل الاكثر “قلقاً” للمواطن من الناحية المادية والمالية، فتأتي سلامة الغذاء لتشكل سببا اضافيا لإبقاء عيونه مفتوحة “عشرة على عشرة” لأن الصحة هي كل ما تبقى لديه في هذا البلد الذي اخذ منه كل شيء!
المصدر: موقع الكتائب – كريستل كوزال لحود