يعقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إجتماعًا في السراي الحكومي غداً للجنة الوزارية المكلفة ادارة المرفق العام بهدف وضع كل الحلول المُمكنة لأزمة إضراب القطاع العام على الطاولة، وإستخراج الحل الأكثر ملاءمة للواقع الإقتصادي والمالي والنقدي.
وفي هذا الاطار افادت “الديار” ان قرار زيادة الأجور أُتخذ، إلا أن المُشكلة هي في كيفية تمويل هذه الزيادة التي – نظريًا – يُمكن تمويلها من ثلاثة مصادر: مالية الدولة، مساعدات خارجية، ومصرف لبنان. بالطبع كل الحلول هي خارج الإطار المنطقي الذي ينصّ على تمويل هذه الزيادة من النشاط الإقتصادي.
وأشار مصدر مُطلع على ملف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لجريدة “الديار” الى أن الأزمة التي تطال أجور القطاع العام زادت من القوة التفاوضية لصندوق النقد الدولي وهو الذي يدعي إلى تخفيض حجم القطاع العام. وبحسب الأرقام المتداولة يبلغ عدد موظفي القطاع العام ما بين 300 ألف إلى 350 ألف موظف قسم كبير منهم مُتعاقد مع الدولة بواسطة عقود مؤقتة (مياوم، أشغال بالأمانة…) وهو ما يستند عليه صندوق النقد الدولي للطلب من الحكومة اللبنانية تخفيف حجم القطاع العام إلى مستوياته الدنيا. وبحسب المصدر، ترفض القوى السياسية هذا المطلب نظرًا إلى تداعياته على شعبيتها مُتحجّجة بالواقع الإجتماعي الكارثي في حال تمّ صرف هؤلاء.
إلا أن الصندوق يُصر بالقول أن الإحتفاظ بهؤلاء الموظفين المؤقتين لا يُحسّن من وضعهم نظرًا إلى عدم قدرة الدولة على دفع أجورهم، وبالتالي من الأفضل التخلّص منهم ومُحاولة تحفيز القطاع الخاص بهدف إستيعاب القسم الأكبر من هؤلاء.
ويقول المصدر أن رفض القوى السياسية هو رفض قاطع خصوصًا أن كل هذه القوى وظفت بشكل عشوائي مناصريها في الدولة من دون أي إدراك للتداعيات المالية لمثل هذا التوظيف. وما نراه اليوم من تردّ لوضع الموظف في القطاع العام، هو نتاج ما زرعته هذه القوى.
وبالتالي من المتوقّع أن تعود مسألة حجم القطاع العام إلى الواجهة في المرحلة المُقبلة مع تشديد واضح من قبل الصندوق على خفض حجم هذا القطاع خصوصًا في القطاع التربوي والإدارة العامة وحتى في السلك العسكري!
وكتبت “الديار”: تشهد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي حالة من الجمود مع تحوّل الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال وبالتالي ومع إستبعاد إحتمال تشكيل حكومة في الوقت القريب، وهناك قناعة لدى المسؤولين أن الأمور مُجمّدة أقلّه إلى حين الوصول إلى الإستحقاق الرئاسي والذي يرهن كل الإستحقاقات الأخرى.
بدورها، كتبت “الانباء الكويتية”: ثمة من يعلق الآمال على إعادة وصل ما انقطع بين رئاستي الجمهورية والحكومة، مع احتمال إنجاز التشكيلة الوزارية قبل الأول من أغسطس، حيث عيد الجيش ، الذي سيقام احتفال رسمي به بحضور رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة.
بيد أن المصادر المتابعة، لا ترى في هذا احتمالا ممكنا، في ضوء ما اعترى الأسبوعين الماضيين من تراجع حاد على مستوى علاقة الرئيس عون وفريقه الباسيلي، مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي.
حتى ان هذه المصادر، قللت من مدى ديمومة الهدنة السياسية القائمة بين الرئاستين، بحكم ارتباطها بوصول الموفد الفرنسي بيار دوريل الى بيروت غدا الاثنين الى جانب مسؤول سعودي، لإطلاق الصندوق المشترك السعودي – الفرنسي لمساعدة الشعب اللبناني، عبر الجمعيات الأهلية الخيرية، والمؤسسات غير الحكومية، عشية الذكرى السنوية الثانية لتفجير مرفأ بيروت.
وعليه، نقل زوار رئيس الجمهورية عنه “إصراره على انصاف مفهوم الوحدة الوطنية في تعامله مع أزمة تشكيل الحكومة التي طالت اكثر مما يجب، والتي باتت تهدد سلامة الحياة المعيشية وما يمكن ان تجره من مخاطر على أمن جميع المواطنين التواقين الى الخروج من هذه الدوامة المقلقة”.
وحذر عون، بحسب الزوار، “من ترك الأزمة المستفحلة تتفاعل على مستقبل البلاد الذي بات على مفترق طرق صعب ووعر”.
وأكد انه “مستمر في المشاورات التي يقوم بها لإنضاج حل سريع بالتعاون مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يؤدي الى تشكيل حكومة إنقاذ تشرف على حسن سير جميع قطاعات الدولة، فتعود عجلة العمل الى المؤسسات وتنتظم الحياة السياسية ويسترجع القضاء استقلاليته والبلاد امنها والاقتصاد حيويته”.
المصدر: Lebeconomy