يبدو أن كل المعنيين بتأليف الحكومة الجديدة سلموا بالواقع الصعب، الذي يبقي على حكومة تصريف الأعمال برئاسة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأن الخلافات الخفية والظاهرة بين الفريق الرئاسي الذي يقوده جبران باسيل وبين الرئيس المكلف بلغت حدود الاستحالة على الحل.
ولبنان اليوم على مسافة ثلاثة أشهر وأسبوعين، من نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، الذي أبلغ سفراء التقاهم بأنه سيغادر القصر الجمهوري في 31 تشرين الأول مهما حصل.
وقد ظهرت أسماء عدة للمشاركة في السباق إلى قصر بعبدا، حيث بدا أن معارضي عون والتيار الوطني الحر، ليسوا في وارد منحه مكافأة “نهاية الخدمة” بتسهيل تشكيل حكومة سياسية على قياس طروحات وريثه السياسي النائب باسيل، خصوصاً أن من اخفق، طوال ولايته الممتدة لـ 6 سنوات، “لن يفلق الذرة”، في الأسابيع العشر الأخيرة.
ولاحظت مصادر متابعة أن الفريق الرئاسي، أخفق، حتى الآن، في حمل الرئيس المكلف ميقاتي على الاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة، كما فعل سلفه سعد الحريري عندما ارسل له عون نسخة عن التوزيعة الطائفية للحقائب الوزارية، بواسطة دراج يحمل مغلفا كتب عليه “الأستاذ سعد الحريري المحترم” بدلا من أن يخاطبه كرئيس مكلف بتشكيل الحكومة، حيث بدا أن ميقاتي أشد عريكة وأصلب عودا في مثل هذه المواجهات.