لا شيء مقفل بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، هناك تقاطع يُجمع عليه فريقي الرئيسين، مفاده “بأن الكيمياء بين عون وميقاتي “راكبة” والعلاقة ودية والاحترام متبادل وهناك تفاهم وتفهم، وفي كل لقاءاتهما ونقاشاتهما، ولم يخرجا للحظة عن المسار المتسم بالهدوء والرصانة ومقاربة الامور بروحية الانفتاح بهدف الوصول الى حل”.
يُسجل للرئيس ميقاتي بأنه هو اكثر رؤساء الحكومات الذي استطاع الدخول الى عقل رئيس الجمهورية وعرف كيف يقارب الامور والمواضيع والملفات معه، كما يُسجل للرئيس عون انه تمكّن من الاستثمار على الرغبة الدائمة لدى ميقاتي بعدم الذهاب الى خلاف او مشكل واكتشف رغبته الدائمة في تدوير الزوايا والوصول الى حلول، وهو لذلك راهن ونجح في بناء علاقة معه أثمرت في اكثر من محطة وفي غير ملف.
اما جديد تطورات ملف تأليف الحكومة بعد “العواصف” التي تضرب عملية التأليف فان مصدرا متابعا واسع الاطلاع شرح لوكالة “اخبار اليوم” مسار الامور ووضعها في اطارها الحقيقي. وقال: “لقد سبق واعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومنذ اعتبار الحكومة الحالية مستقيلة مع بداية ولاية المجلس النيابي الجديد، ان رغبته هي بتشكيل حكومة سياسية، وهو لم يطرح حكومة ثلاثينية (من 30 وزيرا) انما سياسية من دون تحديد عدد الوزراء”.
واضاف المصدر: “اما السبب الذي دفع رئيس الجمهورية للقول بأنه يفضّل حكومة سياسية، لان ما هو مطلوب من الحكومة العتيدة كبير جدا، وابرزه: البرنامج الاصلاحي، والمراسيم التطبيقية للقوانين الصادرة، المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للوصول الى الاتفاق النهائي بعدما تم التوصل الى الاتفاق المبدئي، خطة التعافي المالي والاقتصادي، ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، والكثير من القرارات التي تحتاج الى غطاء سياسي”.
وتابع المصدر: “عندما زار رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي قصر بعبدا لاول مرة بعد تكليفه تشكيل الحكومة، حاملا صيغة حكومية مقترحة من 24 وزيرا وقدمها الى رئيس الجمهورية، يومها طرح الرئيس عون ان يتم زيادة ستة وزراء دولة من السياسيين وان لا مشكلة لدية ان يكون الوزراء ممن تسند اليهم الحقائب تقنيين ومتخصصين، انما لتأمين التغطية السياسية للحكومة وللقرارات الصعبة التي ستتخذها، كانت فكرة رئيس الجمهورية بتطعيمها بستة وزراء دولة سياسيين يمثلون الاطراف الاساسيين”.
واشار المصدر الى “ان ما طرحه رئيس الجمهورية وجرى نقاش من حوله مع الرئيس المكلف بروح من الانفتاح والتفهم، ليس ترفا، انما مواكبة وموائمة للظرف الراهن، كون ما هو مطلوب من الحكومة العتيدة في الاشهر الاربعة المتبقية من عمر العهد، اقرار مراسيم وقوانين واتخاذ قرارات كبرى تحتاج الى غطاء سياسي واسع، خصوصا وان الحكومة الحالية (تصريف الاعمال) لم تستطع تأمين الغطاء السياسي لقرارات مصيرية، وتبين ان غطاء رئيس الحكومة مع رئيس الجمهورية غير كاف في قضايا تمس مباشرة المواطن اللبناني من اجراءات ستتخذ وضرائب ستقرّ(..) اي هناك تدابير وقرارات موجعة تحتاج الى اوسع غطاء سياسي وطني”.
واكد المصدر “ان امكانية التوفيق بين طرح الرئيس عون تطعيم الحكومة بسياسيين وطرح الرئيس ميقاتي الابقاء على حكومة تقنيين قائمة، واذا كان الرئيس المكلف لا يريد او لا يحبذ توسعة الحكومة، من الممكن ادخال تعديلات على التشكيلة المقترحة، وكما ابقى الرئيس المكلف على الحكومة الحالية مع ادخال اربعة تعديلات عليها، يمكن ايضا ادخال تعديلات بحيث تضم سياسيين، وهذا الامر يمكن تحقيقه اذا تأمنت الارادة وتوفّرت الرغبة في ولادة حكومة جديدة من خلال التوفيق بين التوسعة والابقاء على الحكومة الحالية مع بعض التعديلات”.
ولم يستبعد المصدر “ان يحمل اللقاء الثالث المرتقب بين الرئيسين عون وميقاتي خلال الساعات القليلة المقبلة، توضيحا لكل الامور المطروحة وتدويرا للزوايا تمهيدا للوصول الى صيغة حكومية مقبولة في اسرع وقت ممكن”.
المصدر : داود رمال – أخبار اليوم