ما زال المسؤولون اللبنانيون يضيّعون المزيد من الوقت والفرص لإخراج البلد من القعر. فلا حكومة جديدة ولا إصلاحات ولا اتفاق على الأولويات وحاجات المواطنين. مناورات وشدّ حبال وتحصيل مكاسب شخصية، والكل يعرف ان تشكيل حكومة جديدة لن يحصل قبل الانتخابات الرئاسية. واذا كان لبنان غير متروك دولياً وخصوصاً فرنسياً، فإنه من المرجح أن التسوية المنتظرة لن تحصل قبل الاتفاق على خريطة المنطقة وما ستسفر عنه نتائج المفاوضات النووية والسعودية – الايرانية.
توازياً، تلعب باريس دور الراعي، فهي سهّلت تسمية نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، وتتواصل مع جميع الاطراف للحث على التأليف، في الوقت الذي تدعو الى اقرار الاصلاحات، المدخل الرئيسي لاستعادة ثقة المجتمع الدولي عبر متابعتها الحثيثة من خلال خلية الأزمة الرئاسية الفرنسية، وتحديداً السفير المكلف متابعة الدعم الدولي للبنان بيار دوكان
فبعدما تمّ الترويج لزيارة سيقوم بها دوكان الى لبنان، إلا أن لغطاً حصل حيال وجود السفير دوكان في لبنان، مردّه الى الإجابة المبهمة للناطقة باسم الخارجية الفرنسية التي لم تنفِ ما ورد في احد الاسئلة الموجهة اليها أمس، خلال المؤتمر الصحافي الدوري الذي تعقده الخارجية الفرنسية. إلا أن مصادر ديبلوماسية أكدت لوكالة “أخبار اليوم” ان دوكان موجود في باريس، وشددت على أنّ دوكان دائماً يعلن عن زياراته بشكل علني، وان الزيارة عندما ستحصل ستكون للدلالة والتأكيد على دقّة الوضع في لبنان وعلى التداعيات الخطيرة التي يرتّبها استمرار التدهور من دون معالجة، وخصوصاً على ضرورة إقرار عدد من القوانين الإصلاحية. اذ ان لمجلس النواب دوراً اساسياً في اقرار هذه القوانين، التي أحالتها الحكومة على المجلس، والتي يصرّ دوكان على اقرارها بطلب والحاح من المجتمع الدولي وصندوق النقد الدولي، لتقديم مساعدات للبنان عبر مؤتمر المانحين الذي ستدعو اليه فرنسا لهذه الغاية.
وفي المعلومات ان دوكان سيكون قريباً في لبنان، وتحديداً في النصف الثاني من تموز، بعد العيد الوطني الفرنسي. وفي برنامجه، ثمّة زيارة مؤكدة، أما تحديد التاريخ فيبقى مرتبطاً بالتطورات في لبنان، علماً أن الزيارة مرتبطة أيضاً بانطلاق عمل الحكومة الفرنسية، إلى حدٍّ ما، حتّى وإن لم يطرأ أي تغيير خلال التعديل الوزاري الأخير على حقيبة الخارجية التي لا تزال مسندة إلى السفيرة السابقة والناطقة السابقة باسم الإليزيه (أثناء ولايتي الرئيس جاك شيراك) كاترين كولونا.