مصر ستلعب دورا مهما لإبقاء المجتمع العالمى على المسار الصحيح”… هكذا علقت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على الزيارة التى قامت بها إلى القاهرة، منتصف الشهر الماضي، ولقائها المهم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى إطار شهادة جديدة للمكانة الكبيرة التى باتت تحظى بها الدولة المصرية.
ووقعت كل من مصر واسرائيل والاتحاد الأوروبي مذكرة تفاهم ثلاثية الاربعاء في القاهرة لتصدير الغاز إلى أوروبا، في محاولة لايجاد بدائل للوقود الروسي في ظل الحرب في أوكرانيا، وسط معلومات عن مشاركة وزير خارجية مصر سامح شكري في قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل لوجود ملفات ومواضيع مشتركة سيتم بحثها. ويتردد ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وبعد إعادة انتخابه لولاية جديدة سيقوم بجولة في المنطقة ستكون القاهرة محطة أساسية فيها وملف لبنان على جدول أعمال البحث. فما هو الدور الذي ستلعبه مصر على المستوى الدولي والاقليمي؟
العميد الركن المتقاعد أمين حطيط يقول لـ”المركزية”: “الجميع يعلم حجم مصر الاقليمي وموقعها الاستراتيجي، إضافة الى قدراتها الذاتية السابقة أتت مسألة النفط لتضعها في مصاف الدول المنتجة والمصدّرة للغاز، والذي تحوّل اليوم الى سلعة اقتصادية أولى متقدمة. هذا المعطى الجديد الذي تملكه مصر، أعطاها دورا إضافياً وأهمية للعب دور على المسرح العالمي. واليوم بعد الحرب الاقتصادية التي شنتها اوروبا على روسيا وتسبّبت بانقطاع الغاز الروسي عنها، هذا الامر يجعل من مصر حاجة اوروبية لا يمكن ان يُستغنى عنها بما أنها تملك الغاز الذي من الممكن ان يعوض هذا النقص. لهذا السبب، نرى مصر تتحرك على الساحة الدولية متسلحة بهذه القدرات الاستراتيجية الجديدة التي منحها اياها امتلاكها للغاز”.
ماذا عن الملفات الأخرى، يجيب: “الاوراق الاستراتيجية الاساسية بيد مصر هي قناة السويس كممر مائي إلزامي في منطقة الشرق الاوسط، والغاز، أما السلع الأخرى كالقمح وغيره من المنتجات، فمن الممكن ان يكون له دور مساعد او هامشي لا أكثر”.
أما عن دور مصر إقليميا ولبنانياً فيقول حطيط: “مصر خلال الأشهر الستة الأخيرة بدأت تتحرك على الصعيد الاقليمي كي تستعيد دورها. نحن نعلم ان خلال السنوات العشر الماضية، انحسر دورها كليا على صعيد العالم العربي وانتقلت القيادة من مصر وسوريا الى الخليج، لكن مصر تحاول اليوم ان تستعيد دورها بسبب المتغيرات الدولية والاقليمية والقدرات التي من الممكن ان تستخدمها. وبالتالي، فإن بحثها في الملف اللبناني محتمل، لأنه من أحد الملفات العربية الساخنة، لذلك، لا يمكن لمصر، في حال قررت استعادة موقعها العربي، ان تهمل الملف اللبناني. وفرنسا كما يعلم الجميع مهتمة بالملف اللبناني وتتقدم على كل المجتمع الغربي اهتماماً بهذا الملف. من هنا، يتقاطع الاهتمام الفرنسي – المصري المشترك على نقطة التقاء في لبنان، وبالتالي احتمال ان يبحث ماكرون الملف اللبناني مع مصر قوي جداً”.
وعن اجتماع الوزراء العرب في بيروت، يؤكد حطيط ان “هذا الاجتماع من حيث الشكل لم يصل الى سقف طموح لبنان بأن يكون جامعاً لكل وزراء الخارجية العرب، خاصة وان اكثر من ثلثهم اذا لم يكن النصف سيغيب عن الاجتماع. ولكن مهما كان حجم ووظيفة الاشخاص الذين سيمثلون دولهم، يبقى ان لبنان يتقدم في أزمته الاقتصادية، على اساس ان بإمكانه ان يلعب دوراً عربيا واقليميا جامعا وهذا لمصلحة لبنان حتى ولو كانت المصلحة المعنوية والشكلية التي تبقى في هذا الاطار ولا تتطور الى مصلحة مادية لاستعادة قدراته الاقتصادية”.