كتب داني حداد في موقع mtv:
كما في المجلس النيابي كذلك في القصر الجمهوري، كان مشهد تشتّت المعارضة وانقسامها معيباً.
إن قمنا بجولةٍ على المواقف التي صدرت عن نوّاب المعارضة، على اختلاف مشاربهم، وهي استكمال لأدائهم منذ الانتخابات النيابيّة، لوجدنا بينهم من يريد أن يستوعب الآخرين، ومن يخوّن الآخرين، ومن يريد معارضةً على قياس طموحاته، ومن انتهج سياسة “عنزة ولو طارت”…
والنتيجة أنّ وحدة المعارضة طارت، وما حُكي عن أكثريّة أنتجتها الانتخابات النيابيّة بات بلا قيمة، ما دام نبيه بري عاد رئيساً للمجلس النيابي ونجيب ميقاتي كُلّف بتشكيل الحكومة.
ولا نبالغ إن قلنا إنّ من احتفل بالانتصار الانتخابي، ومن حلم ببداية تغيير، خاب أمله، بدايةً من أداء نوّاب التغيير الذي يفتقر حتى الآن الى النضوج والى الواقعيّة، ثمّ من المعارضين الآخرين الذين، بدل أن يجتمعوا في كتلةٍ كبيرة قادرة على تعديل موازين القوى السياسيّة، تحوّلوا الى “ميني كتل” عاجزة عن إحداث أيّ تغيير.
وبين نواف سلام او الـ “لا تسمية”، كان باستطاعة المعارضة أن تتّفق بسهولة على اسمٍ ما لإيصاله الى رئاسة السلطة التنفيذيّة، ولكنّها شاءت التفرقة، وبعضها شاء أن تكون الأشهر الأخيرة من العهد مرحلة تضييع وقت، ولو كنّا في انهيارٍ تام نحتاج فيه الى عدم الاستمرار في إضاعة الوقت والفرص.
لقد وقف ميشال معوض، في الاستشارات أمس، وكأنّه صوت صارخ في البريّة، داعياً الى وحدة المعارضة، هو المدرك أنّ في اتحادها قوّة وفي تشرذمها تكريس لنهج السلطة الحالي الذي سيستمرّ، بعد الانتخابات الرئاسيّة، إلا إذا توحّدت المعارضة على اسمٍ واحد.
ولكن، هل سيُسمَع صوته ويُلبّى نداؤه؟
قد لا يحصل هذا الأمر إلا عبر ضغطٍ شعبي يسعى الى توحّد المعارضة الذي سيوفّر لها القدرة مع النيّة، على طريقة “بدنا وفينا”، لمواجهة أفرقاء السلطة، وعلى رأسهم حزب الله.
إنّها الفرصة الأخيرة لوحدة المعارضة، مواكبةً لمسار تأليف الحكومة واستعداداً للاستحقاق الرئاسي. وإلا، فهي ستسهّل فرض حزب الله لرأيه، تماماً كما سهّلت وصول نجيب ميقاتي أمس. ومن يدري قد تسهّل وصول جبران باسيل أو سليمان فرنجيّة الى بعبدا. وحينها لا ينفع ندمٌ ولا حسرة..
ch23