دخل إضراب موظفي الإدارة العامة أسبوعه الثاني، الأمر الذي شلّ عمل مؤسسات وإدارات الدولة وعطّل آلاف المعاملات وأعمال الشركات والأفراد، ومن أكثر المتضررين من استمرار هذه الأزمة هم مستوردو الموادّ الغذائيّة، الذين علقت شحناتهم في حاويات المرفأ جرّاء إضراب الموظفين المكلّفين بالكشف الميدانيّ على الموادّ الغذائيّة والأوّلية من وزارة الزراعة
.
وقد دفع هذا الأمر بنقابة مستوردي الموادّ الغذائية إلى إطلاق نداء أمس إلى المسؤولين المعنيين باتخاذ الإجراءات اللازمة والكفيلة بإخراج مئات الحاويات المحملة بالموادّ الغذائية المستوردة والمكدّسة في باحات مرفأ بيروت نتيجة عدم إنجاز معاملاتها في الوزرات المعنية، محذرة من أنّ إبقاء الوضع على ما هو عليه، سيؤدّي حتماً إلى تداعيات سلبية في مقدمتها إمكانية حصول شحّ في بعض الموادّ الغذائية في السوق اللبنانية.
وفي هذا الإطار، أوضح رئيس نقابة مستوردي السلع الغذائية في لبنان، هاني بحصلي عبر “لبنان 24” ان “النقابة أطلقت أمس تحذيراً لاتخاذ إجراءات سريعة تؤدي لاخراج مئات الحاويات المستوردة في مرفأ بيروت وذلك لتفادي وقوع كارثة بعد أيام”.
وأكد بحصلي الوقوف إلى جانب موظفي الإدارة العامة في مطالبهم المحقّة وإنصافهم ورفع الغبن الكبير عنهم بتحسين رواتبهم، ولكن في المقابل يجب إيجاد حلول ملائمة لإنجاز معاملات البضائع العالقة في المرفأ، كما قال.
ولفت إلى ان “البضاعة التي تتكدّس في المرفأ تحتاج إلى وقت ليتم إفراغها، كما انها تكبد الشركات المستوردة خسائر مالية كبيرة ستدفعها مقابل تراكم رسوم أرضية المرفأ علما ان الدفع بالفريش دولار”، مشيراً إلى ان “الحاوية الواحدة تكلف ما بين 100 و150 دولارا يوميا وإذا بقيت 10 أيام على سبيل المثال فستكلف المستورد 1500 دولار”.
وتابع: “نحن نطالب باجراءات استثنائية لتسيير أعمال المرافق العامة وتسيير أمور الناس”، محذرا من انه “في حال عدم حل الموضوع فان البواخر المحملة بالبضائع والتي من المتوقع ان تصل قريبا إلى مرفأ بيروت ستنتظر 3 أيام لتفريغ حمولتها وإذا لم تستطع ذلك فستنتقل إلى قبرص لتفريغ حمولاتها وهذا سيؤدي أيضاً إلى خسائر كبيرة”.
وعن سلامة المواد الغذائية الموجودة منذ أيام داخل الحاويات في المرفأ، أوضح بحصلي ان “الحاويات مبردة والكهرباء مؤمنة لها وبالتالي لا خوف من حصول تلف في البضائع”.
وتابع: “ندعو لتجنب السيناريو الأسود ونحن نطلق الصرخة اليوم لتفادي الأسوأ لأنه في حال إطالة الأزمة سنقع في كارثة ومهمتنا التنبيه لما قد يحصل، وتحرك النقابة منذ سنتين إلى اليوم حلّ الكثير من الأمور وجنبنا الوقوع في الكوارث”.
ونبّه إلى ان أسعار البنزين والمازوت والكهرباء في ارتفاع متواصل وهذا الأمر سيؤثر على البضائع الموجودة في المرفأ وسيؤدي تلقائيا إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية لذا نطالب بحل سريع، كما قال
.
وعن زيادة أسعار السلع عالميا وتأثيرها على السوق اللبناني، أشار بحصلي إلى انه حذر من هذا الأمر قبل 4 أشهر أي قبل اندلاع الأزمة الأوكرانية ومن الطبيعي ان يؤثر هذا الأمر على الأسعار في السوق اللبناني، لكن همنا حاليا حل قصة التأشيرات في المرفأ وتخليص البضائع لسدّ ارتفاع الطلب الناتج عن قدوم نحو مليون و300 ألف شخص بين مغترب لبناني وسائح إلى لبنان خلال موسم الصيف”.
يُشار إلى انه إلى جانب صرخة نقابة مستوردي المواد الغذائية، يُعاني المزارعون أيضا من مشكلة تصدير بضائعهم ويحذرون من خسائر كبيرة ستقع على عاتقهم، فهل ستحل هذه المسألة قريباً للتخفيف من حدة الخسائر التي ستلحق بهذه القطاعات جراء الإضراب المفتوح الذي يُنفذه موظفو القطاع العام؟
lebanon24