اعتبر أكثر من محلل سياسي في الايام القليلة الماضية، أن بعض الجهات حاولت حرق صورة قائد الجيش العماد جوزيف عون اثر مداهمات الشراونة وما رافقها من ترويج لنقمة شعبية على المؤسسة العسكرية، على وقع امهال حزب الله عبر الشيخ محمد يزبك، الجيش بضعة ساعات لينهي عملياته وإلّا اضطرّ الى التصرّف.
لكن وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن العماد عون خرج منتصرا من هذه المعركة التي خيضت ضده، وهي ليست الاولى على اي حال، بعد ان حاولت الضاحية مواربةً تخوينه، عبر تشكيك الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بمصادر تسليحه مثلا، بالتزامن مع مساعي البعض اليوم، لتحميله مسؤولية طرح الخط 29 في عملية ترسيم الحدود البحرية ما اوقف المفاوضات في الناقورة والوساطة الاميركية.
ولتثبيت حقيقة ان “القائد” لم يتأثّر وانه ماض في فعل ما يجب فعله بعيدا من الضوضاء السياسية، حط العماد عون امس في ثكنة الشيخ عبدالله التي وصلها على متن طوافة عسكرية والتقى كبار ضباط الجيش والعسكريين. وانطلق بعدها الى بلدة بوداي حيث زار منزل عجاج شمص بحضور كبار عشيرة آل شمص معزياً بالشهيد الرقيب زين العابدين شمص الذي سقط شهيد الواجب الوطني يوم الجمعة الماضي في حي الشراونة. وفي زيارته الى فرع مخابرات البقاع قال قائد الجيش: حربنا على المخدرات لم تنتهِ ولا تزال مستمرة، ولا نعمل وفقاً لأي أجندة، إنما من منطلق مسؤوليتنا تجاه شعبنا ووطننا. وإلى كل الخارجين على القانون سلموا تسلموا، وإلا تحملوا تبعات قراركم. وفي كلمة أمام اللواء السادس- بعلبك أكد قائد الجيش ان “الأمن خط أحمر، وليس مسموحا المس به، ونحن على أبواب موسم سياحي. ليس للجيش أي عداوة مع أي منطقة أو عشيرة. كل العشائر أهلنا، لكن واجبنا توقيف الخارجين على القانون. أهل بعلبك سئموا ويطالبون بالأمن، وهذا واجبنا تجاههم ووعدنا لهم مهما كانت التضحيات”.
لا احد اذا، قادر على دق اسفين بين الجيش والناس، تتابع المصادر، كما ان حسابات البعض السياسية عموما، والرئاسية خصوصا، لن تحول دون مواصلة المؤسسة العسكرية القيام بواجباتها كما يجب، من دون مسايرة لاحد، ومن دون مراعاة خواطر احد. ووفق المصادر، كثر يخشون “هالة” قائد الجيش وصيتَه الذي لا غبار عليه في الخارج، وقد أثبتت المؤسسة العسكرية بقيادته انها جديرة بالثقة، فحصدت الدعم العسكري واللوجستي والمادي والمالي، من العواصم الكبرى قاطبة، كما ان هذه الدول قررت مرارا تسليم المؤسسة العسكرية عملية الاشراف على توزيع مساعداتها المخصصة للبنانيين، لان لا ثقة لها بأي مؤسسة لبنانية سواها… وهؤلاء القلقون من منافسة العماد عون لهم على الكرسي الرئاسي، ومن الدولة الفعلية التي سيسعى الى انشائها في حال وصل الى بعبدا، التي لا مكان فيها للدويلات وشريعة الغاب، سيواصلون بطبيعة الحال، حروبهم ضد قائد الجيش في قابل الايام وسيكثّفون وتيرتها، كلّما اقترب تاريخ 31 تشرين الاول المقبل…
المركزية