لاسباب كثيرة تأجلت الاستشارات النيابية الملزمة التي كان من المتوقع ان تحصل خلال الاسبوع الحالي في قصر بعبدا، بالتوازي مع التوترات الحاصلة بسبب ازمة الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وفي انتظار كلمة الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله التي قد تحمل تصعيدا، تراجعت الاتصالات السياسية المرتبطة بالحكومة المقبلة.
في حال استمر الاستقرار العام في لبنان، وهذا هو المتوقع، فان الاستشارات النيابية التي ستحصل في بعبدا ستحمل معها الكثير من المؤشرات، بغض النظر عما اذا كان تكليف رئيس حكومة، ايا كان، سيؤدي الى تشكيل سريع للحكومة قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وهذا ما يجب البناء عليه لاستشراف المرحلة المقبلة.
بعد حصول الانتخابات النيابية بدأ حزب الله اتصالات خجولة تطورت مع مرور الايام من اجل التوفيق بين التيار الوطني الحر وحركة امل، واذا كانت هذه المساعي اصطدمت بعدم تصويت التيار للرئيس نبيه بري فإن الانسجام المستجد بين الطرفين في المجلس النيابي اعاد الامل بمصالحتهما.
تسعى قوى الثامن من اذار الى توحيد صفوفها بشكل كبير وعدم تكرار تجربة العام ٢٠١٨ حيث ان التشتت ادى الى اصابتها بأضرار كبيرة، لذلك فإن الذي يحصل في المجلس النيابي يوحي بأن المساعي ستنجح في تحقيق حد جيد من التماسك البرلماني بين كل الاحزاب والقوى السياسية.
ولعل التقارب بين تيار المردة والتيار الوطني الحر والذي من المتوقع ان يتطور ويستمر في المرحلة المقبلة، سيكون عاملا مساعدا في تقريب وجهات النظر بين ميرنا الشالوحي وعين التينة، بغية الذهاب نحو استحقاقات دستورية، واقرب هذه الاستحقاقات هي الاستشارات النيابية لاختيار رئيس الحكومة.
ستحاول قوى الثامن من اذار والتيار الوطني الحر الذهاب الى الاستشارات موحدة من اجل تسمية شخصية سياسية واحدة لرئاسة الحكومة وهذا ما سيوجه ضربة جدية لخصوم حزب الله السياسيين، فاذا كانت الاستحقاقات داخل المجلس النيابي خاضعة لبعض التسوية ولتسرب اصوات من هنا وهناك فإن تكريس فكرة الاكثرية في اختيار رئيس للحكومة، بغض النظر عن هويته، سيعتبر نجاحا سياسيا للحزب وحلفائه.
الذهاب نحو استقرار سياسي مرتبط بشكل او باخر بالتطورات الاقليمية وسيكون مرتبطا ايضا بموقف حزب الله الذي سيعلنه اليوم الامين العام للحزب من مسألة الحدود البحرية، امام كل هذه التحديات تصبح التوازنات الداخلية هامشية في المشهد الكبير، لكنها تشكل مؤشرا لكيفية انعكاس الكباش الدولي والاقليمي في الساحة الداخلية..
المصدر: خاص “لبنان 24”