سيكون الاستحقاق الرئاسي الحدث الأبرز الذي سيشغل اللبنانيّين فور تشكيل الحكومة المقبلة. ومن المؤكد أنّ النصف الثاني من الصيف سيكون ملتهباً بالمنافسة الرئاسيّة، وقد يشهد وضوحاً أكبر في المشهد الرئاسي مع تقدّم الوقت.
سيعيش لبنان “ستاتيكو” سياسيّاً واقتصاديّاً في الأشهر القليلة المقبلة. ما من تحوّلاتٍ منتظرة قبل انتخاب رئيس جديدٍ للجمهوريّة سيكون اسمه وظروف انتخابه مؤشّراً لما ينتظر لبنان: إمّا بدء مرحلة الصعود من الهاوية أو الهبوط أكثر نحو قعر الانهيار.
وإذا كانت “لعبة” الأسماء المرشّحة محصورة، حتى الآن، بلائحة قصيرة جدّاً، فإنّ هذه اللائحة قد تشهد انضمام أسماء أخرى وفق الظروف الداخليّة و، خصوصاً الخارجيّة. ومن المؤكّد أنّ العامل الخارجي سيكون مرتبطاً بأكثر من دولة، سواء عربيّة أو غربيّة، وبينهما ايران اللاعب الأساس وممثّلها “الشرعي” حزب الله.
ما من إسمٍ محسومٍ رئاسيّاً حتى الآن، ولو أنّ الإفطار الذي استقبله أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله وضمّ جبران باسيل وسليمان فرنجيّة، وما تبعه من تحسّن في العلاقة بين الرجلين، أعطى تقدّماً في الحظوظ الرئاسيّة لرئيس “المردة”.
إلا أنّ الرئاسة لا يمكن أن تكون في جيب أحد قبل أشهر من موعد الانتخابات. ويعطينا التاريخ دروساً كثيرة في هذا المجال، عبر سياسيّين وصلت لقمة الرئاسة الى فمهم ثمّ ابتعدت. تحتاج الرئاسة الى ختمٍ إلهي، والتعبير للراحل جان عبيد، وهو كان الأعلم بالرئاسة التي تُسحَب من الفم.
إلا أنّ عاملاً مهمّاً يمكن أن يمنح هذا الاستحقاق نكهةً مختلفة. ماذا لو دخلت امرأة على خطّ التنافس على الرئاسة؟ وصول سيّدة الى قصر بعبدا فكرة مغرية وتجربة جديدة، ليس من منطلق الدفاع عن حقوق المرأة وحضورها وحسب، بل من باب خوض تجربة غير مألوفة في الحياة السياسيّة اللبنانيّة يمكن أن تُحدث تحوّلاً إيجابيّاً، وتعزّز الثقة بوجود تغييرٍ فعلي، خصوصاً إذا وصلت سيّدة تمزج ما بين الخبرة وإرادة التغيير والقدرة على بناء الجسور مع أركان الداخل وأصدقاء الخارج، وقد بات بعض هؤلاء في غربةٍ عن لبنان، يأساً من سياسيّيه.
جميلٌ أن ينتخب ذكور المجلس النيابي سيّدة. وجميلٌ أن تنافس سيّدة على كرسيٍّ ظلّ حكراً على الرجال، وكثيرون منهم عن غير استحقاق. ربما تتمكّن المرأة من تلطيف أجواء البلد. ربما ينظّف عطرها هذا التلوّث السياسي. وربما ينفع عقلها وقلبها في إدارة بلدٍ حوّله الذكور الى حلبة صراعٍ بينهم. صراعٌ حوّل الوطن الى أشلاء…
فلتُقدم النساء، هيّا…
المصدر : داني حداد – ام تي في