سمعنا خلال الأسابيع الماضية العديد من الأخبار التي تتحدث عن قيام بعض الدول المتقدمة بالسماح لنسب التضخم بالازدياد عمداً، بل ويتم تناول الأمر كأنه أحد الحلول الاقتصادية المطروحة على الطاولة لبعض المشاكل المالية التي تعاني منها تلك الدول.
قد يمتلك الإنسان غير المختص نظرة سلبية بالكامل عن مفهوم التضخم، فهو بالنسبة للكثير التعريف العلمي لارتفاع الأسعار فحسب، لكن هل يمكن أن يكون للتضخم فوائد خفية لا يعلم الكثير عنها…؟
لفهم الأمر بشكل جيد سنوضح لكم أولاً المفهوم العلمي للتضخم:
التضخم هو الزيادة في أسعار سلع وخدمات اقتصادٍ ما خلال مدة زمنية محددة، ولهذا السبب يعرف التضخم أيضًا بأنه انخفاض في القوة الشرائية لعملة معينة، وهو ظاهرة طويلة الأجل حيث تستمر الزيادة العامة في الأسعار لفترة ممتدة من الزمن، وتكشف الدراسات الى أن التضخم يمتد في كثير من الأحيان على مدى عدة سنوات.
الجدير بالذكر أيضاً أن التضخم ينطوي على زيادة عامة في أسعار السلع والخدمات، في حين أن “تغيير السعر النسبي” يعني عادة زيادة سلعة واحدة أو سلعتين في السعر إلا أن التضخم يشير إلى زيادة في تكاليف جميع المواد في الاقتصاد تقريبًا.
متى يمكن للتضخم أن يكون مفيداً؟
لا يمكن أن ننكر أن سلبيات التضخم تفوق إيجابياته بشكل واضح، لكن هذا لا ينفي وجود الإيجابيات أيضاً، إذ تكمن فائدة التضخم بشكل أساسي في تخفيف حدة الركود الاقتصادي عند حدوثه، حيث تكون سوق العمل متكيفة مع التغيير بشكل أكبر بما يسمح لها بتخطي الكساد بأضرار أقل وبشكل فعال أكثر.
بالإضافة إلى ذلك فالتضخم بحدوده الدنيا يسهم في زيادة حركة الأموال الساكنة وتنشيط الاستثمار والتجارة (على عكس التأثير السلبي للمعدلات المرتفعة للتضخم).
لكن حتى يمكن لدولة ما أن تستمد العقار من السم الكامن في مشكلة التضخم ينبغي تحقيق الشروط التالية:
أن يكون متحكماً به، فلا ينبغي إطلاق العنان لنسب التضخم بدون قيود وحدود وخطط مدروسة.
أن يكون ضمن نسب ضئيلة، فالتضخم الكبير هو مصيبة لا يرغب أحد في التورط بها.
أن تكون الحاجة إليه أكبر من مخاطر التورط به، لأن التضخم يخلق حالة من الارتباك في الأسواق حتى وإن كان متحكماً به.
المصدر : الليرة اليوم