“تفجير مرفأ بيروت للعدالة والتاريخ” تحت هذا العنوان سيكون اللقاء الذي دعا إليه أهالي ضحايا وجرحى ومتضرري تفجير مرفأ بيروت السادسة مساء الجمعة 3 حزيران في باحة كنيسة سيدة النجاة في منطقة الكرنتينا وتحديدا في الجهة المقابلة لمطبخ مريم. وللمرة الأولى سيحاكي أهالي الضحايا الرأي العام اللبناني والمجتمع الدولي بلغة الوثائق والتقارير التي أعدتها مجموعة من أهالي الضحايا وإختصاصيون في مجال صياغة التقارير والتوثيق بعدما كانت الوقفات تقتصر على مطالب وتحركات.
وللمرة الأولى ستشمل الدعوات التي وجهها أهالي الضحايا نواب الكتل الذين دخلوا البرلمان حديثا كما النواب المخضرمين. الكل مدعو إلا نواب الثنائي الشيعي وتحديدا علي حسن خليل وعلي زعيتر اللذين أعيد انتخابهما من أبناء بيئتهم على رغم التهم الموجهة إليهم في جريمة المرفأ وعدم امتثالهما أمام قاضي التحقيق العدلي طارق البيطار. وعلى رغم شحنات المشاعر التي ترافق كل وقفة لأهالي الضحايا والشهادات المكتوبة بدموع الأمهات إلا أن التقرير الذي سيطلق سيخلو من الشهادات وحتى المحطات الوجدانية.
الأكيد أن ثمة مرحلة جديدة يخطوها أهالي ضحايا وجرحى ومتضرري جريمة تفجير مرفأ بيروت عنوانها الرئيسي مواجهة كل العراقيل والمطبات التي تزرعها المنظومة السياسية وهذه المرة من خلال تقرير علمي يفنّد الجريمة – المأساة بدءا من لحظة طلب “احدهم” وضع الورقة التي تكشف عن وجود مواد خطيرة في المرفأ في آخر الملف وصولا إلى لحظة التفجير إلى الدعاوى ال21 التي تطلب كف يد القاضي البيطار عن الدعوى. وقد تمت الإستعانة باختصاصيين في مجال العلاقات الدولية ومجموعات ضغط إضافة إلى اختصاصيين في مجال التوثيق لجمع كل المعلومات والبيانات الأمنية والعسكرية والرسمية التي ستكون مذيلة بالمراجع والتواريخ إضافة إلى التقارير التي تظهر كيفية تعاطي السلطة مع جريمة التفجير وأهالي الضحايا وسيتم رفعه إلى المراجع المعنية للضغط والمساهمة في تحقيق العدالة.
نجل الضحية غسان حصروتي الذي شدد على ضرورة مواكبة هذا الحدث إعلاميا أوضح عبر “المركزية” أن التقرير يخلو من المحطات الوجدانية وكذلك الشهادات والآراء الشخصية “فقط هناك وثائق علمية وسيتم اعتمادها كوثيقة للوصول إلى العدالة المنشودة. وإذ فضل التحفظ عن خطة العمل التي سينتهجها الأهالي لجهة خارطة الطريق التي سيسلكها التقرير أكد حصروتي أن طريقة إعداد التقرير تحاكي اللغة الدولية وتكشف عن الطريقة العلمية والتقنية التي انتهجناها بعيدا من الإنفعالية والعبثية بهدف مواكبة القضية والتأكيد أننا على مستوى التحدي مما يخولنا رفعه إلى المراجع الرسمية المحلية والدولية.
الضوء الخافت الذي يأمل من خلاله أهالي الضحايا، يتمثل بإصرار القاضي البيطار على الإبقاء على الملف في أروقة القضاء على رغم كل محاولات طمس معالم الحقيقة. ويختم مؤكدا أن حقيقة تفجير مرفأ بيروت لن تموت ولن تدفن كما باقي ملفات جرائم الإغتيال أو على غرار ملف الحرب اللبنانية لأن إمكانية تكرارها من جديد وارد في كل لحظة، وبذلك نكون جميعا مشروع ضحايا المسؤولين في هذا البلد”. ولفت إلى وجود خطة عمل تقضي بتضمين جريمة 4 آب في مناهج التدريس المدرسية وكذلك في الجامعات الكبرى من خلال المحاضرات لتكون عبرة لمن اعتبر”.
ويختم حصروتي مستذكرا عبارة للبطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير”بانتظار ما سيكون”. وما سيكون في رأيه تحقيق العدالة والوصول إلى الحقيقة.