حقن العلماء أول مريض بشري بفيروس جديد قاتل للسرطان. حيث شهد الفيروس المعروف باسم «Vaxinia» اختبارات ناجحة على الحيوانات. ومع ذلك، فإن الاختبار الحقيقي لفعاليته يبدأ بهذه التجربة السريرية الجديدة، وذلك حسبما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.
من السهل سماع كلمة فيروس والتفكير على الفور في شيء سيئ. فهناك الكثير من الفيروسات القاتلة. ومع ذلك، يستخدم العلماء فيروسًا جديدًا قاتلًا للسرطان يُعرف باسم «Vaxinia» في علاج السرطان التجريبي.
فالأمل هنا هو أن الفيروس سوف يضخم استجابة الجسم المناعية ضد السرطان. فقد تم تصميم الفيروس نفسه خصيصًا لقتل الخلايا السرطانية.
وفي التجارب السابقة على الحيوانات، شهد العلماء نتائج واعدة للغاية. فيما كانت هذه الأنواع من الفيروسات بمثابة «أداة تدخين» في مكافحة السرطان لأكثر من قرن.
ومع ذلك، فإن نجاح هذه الفيروسات كان محدودًا للغاية، على أقل تقدير.
وهذه المرة، على الرغم من ذلك، صمم العلماء الفيروس القاتل للسرطان ليس فقط لإلحاق الضرر بالخلايا السرطانية، ولكن أيضًا لجعلها أكثر قابلية للتعرف عليها من قبل جهاز المناعة في الجسم.
ويأمل الباحثون أن يساعد ذلك في جعل استجابة الجسم أقوى، ما يسمح له بالرد بشكل أفضل.
وفي هذا الاطار، أظهرت التجارب السريرية السابقة لعقاقير السرطان نتائج واعدة أيضًا. لكن، يمكن أن تساعد «Vaxinia» في فتح أبواب جديدة أيضًا.
وقبل الانتقال إلى الاختبارات البشرية، اختبر العلماء الفيروس على الحيوانات؛ ففي كثير من الحالات شهدوا نجاحًا هائلاً بتقليص الأورام في التجارب المبكرة على الحيوانات والمختبرات. وقد أظهر الفيروس القاتل للسرطان أنه يمكن أن يقلل من حجم أورام سرطان الرئة والثدي والمبيض والبنكرياس والقولون.
ومع هذا النجاح، قرر العلماء الانتقال إلى الاختبارات البشرية. لأن النتائج التي تظهر على الحيوانات لا تُترجم دائمًا بشكل مباشر إلى مرضى من البشر. كما أن من الواضح أن هناك الكثير من الأسباب لذلك. لكن الباحثين يأملون أن يحسن هذا الفيروس فرصة المرضى لمقاومة السرطان.
وحاليًا، سيتم اختبار «Vaxinia» في تجربة المرحلة الأولى لـ 100 فقط من مرضى السرطان. إذ يعاني هؤلاء المرضى من أورام صلبة منتشرة أو متقدمة، وقد جرب كل منهم علاجين آخرين على الأقل. ويخطط الباحثون لإدارة الدواء في مجموعتين مختلفتين؛ الأولى سيحصل أفرادها على Vaxinia فقط. بينما سيحصل أفراد المجموعة الثانية على الفيروس القاتل للسرطان بالإضافة إلى عقار العلاج المناعي.
وتدور تجارب المرحلة الأولى في الغالب حول الأمان وإيجاد الجرعة المثلى؛ وهذا الأمر قد لا يثبت فعالية الفيروس ككل. ومع ذلك فهي خطوة تالية مهمة في إيجاد طريقة بديلة لمحاربة السرطان.
ومن المتوقع حاليًا أن تكتمل التجربة بحلول أوائل عام 2025. لذا، سيمر بعض الوقت قبل أن نرى أي نتائج نهائية.