“سوق الدولار السوداء الى تفلت جنوني…. كميات كبيرة من العملة الخضراء… وصرافون جنوبيون يكشفون السبب ويجيبون: ارتفاع أكبر قريباً ام تراجع مفاجئ؟!!
“منذ انتهاء مرحلة الانتخابات، سارع الدولار الى الارتفاع غير المضبوط. فبعدما تراوح يوم الاحد الماضي (15 ايار) بين 27200 و27500 ليرة للدولار الواحد في اسوا الاحوال، ارتفع صباح اليوم الى اكثر من 32400 ليرة للدولار، اي بمعدل 5000 ليرة بخلال اسبوع واحد فقط.
ثم ما لبث الكثير من “المحللين” و”الخبراء” الاقتصاديين ان احتلوا الشاشات الرقمية وشاشات التلفزة “يبشرون اللبنانيين” بارتفاع جنوني وصل توقع بعضهم الى حد “47500 ليرة” للدولار. لم يخل الأمر من الكثير من التهويلات وتمرير الرسائل السياسية، وتصوير الحل الوحيد لأزمات لبنان على أنه “المزيد من القروض عالية الفوائد” من جهات خارجية في غياب أي خطط جدية لضبط الانفاق العام في لبنان، وكأن لبنان لم يعلن قبل فترة قليلة عجزه عن تسديد ديون “اختفت” أموالها في مشاريع لم يبصرها اللبنانيون والدائنون الا على اوراق العقود وفي “وعود المرشحين” منذ عقود. ثم تأتيك “التوجيهات” بسرعة تشكيل الحكومة الجديدة مع دخول حكومة الرئيس ميقاتي “سرداب تصريف الأعمال”، في وقت يشهد المجلس النيابي الحالي انسجاماً أقل بين مختلف تكتلاته وكتله، لم يشهد له مثيلاُ منذ فترات بعيدة.
في حديث مع “يا صور”، أكد العديد من الصرافين في أكثر من منطقة جنوبية، “ما حدا فهمان شي من شي واللي بيحكي بأرقام عم يتوقع بس مش أكثر، ويا بتصيب يا بتخيب”. فما حدث خلال الفترة الترويجية للانتخابات، أن الكثير من المواطنين “استحصلوا” على اموال بالدولار أو بالليرة اللبنانية، وبينما لم تدخل هذه الاموال في خضم عجلة الدورة الاقتصادية لتؤدي الى رفع الانتاج المحلي، توجه الكثيرون الى شراء الدولارات للحفاظ على القيمة النقدية “لأوراقهم”. وبانتظار جلاء “الصورة”، فضل الكثير من التجار الكبارواصحاب المؤسسات التريث قبل التوجه لشراء الدولارات من السوق السوداء. “ما حدث بعدها أن جميع هؤلاء تدفقوا الى السوق السوداء لشراء العملة الخضراء لتسيير أمورهم. كما زاد الطلب على الدولار عبر مجموعات البيع والشراء عبر الدولار”، أكد “الصرافون”. كما أن أزمات المحروقات المحلية، الموشحة بنفحات الأزمة العالمية، ساهمت في زيادة الطلب الكبير على الدولار مؤخراً.
يضاف الى ذلك كله “الأيادي الخفية” التي دائما ما تتلاعب باسعار الدولار في السوق السوداء، حيث أن التطبيقات لا تدار من تلقاء نفسها، وما شهدته السوق السوداء على مدى أشهر الازمات الطويلة أكد أن العامل الاكبر لتحديد سعر صرف الدولار في السوق السوداء لم يكن يوماً علمياً أو منطقياً من ناحية اقتصادية، مقدار كونه نتيجة لقرار سياسي أو نقدي أو مالي أو اقتصادي من هنا وخضة سياسية أو أمنية من هناك تضعف الثقة بالليرة اللبنانية الآخذة بالانهيار، ليزيد تدهور الاوضاع العالمية وأزمات الغذاء والمحروقات والأوضاع الأمنية والعسكرية على مستوى العالم من حدة وسرعة انحدارها.
ازاء كل ذلك، ليس أمام اللبنانيين سوى الانتظار والترقب…. “وخبي دولارك الاسود ليومك الأكثر سواداً”، حيث تشير التوقعات الأكثر تفاؤلاً للوضع اللبناني أننا ما زلنا في بداية الأزمة وأننا مقبلون على مراحل خطيرة… فماذا عن أكثرها تشاؤماً؟