إنتهت الإنتخابات النيابية وعاد الدولار الى الإرتفاع من جديد، ويكاد في اليوم الواحد يرتفع وينخفض الفي ليرة لبنانية هذا الأمر له إنعكاساته الكبيرة على أسعار السلع والمحروقات وغيرها، وبين منصّة صيرفة التي يقوم التجّار بشراء الدولار عبرها وبين شرائه من السوق السوداء إختلط “الحابل بالنابل”.
التجار يشكون من عدم قدرتهم بالحصول على الدولار عبر المنصة. هذا ما يؤكده نقيب مستوردي المواد الغذائيّة هاني بحصلي الذي يشدّد على أن “بعض التجار يلجأون الى رفع أسعار السلع حتى قبل أن يرتفع سعر الصرف وهذا الامر يحتاج الى مراقبة من المعنيين”، متسائلا “هناك 50 مليون دولار تُصرف عبر صيرفة ولا نعرف أين تذهب طالما التجار لا يستطيعون سحب الدولار عبرها”. هنا يشرح الباحث والخبير الاقتصادي الدكتور محمود جباعي عبر “النشرة” أن “مصرف لبنان ما بين منصة صيرفة وبين ما يضخه في السوق عبر OMT خسر حوالي المليارين و200 مليون دولار”، مؤكدا أن “ليس بامكانه الاستمرار بالضخ اليومي”.
يعود جباعي ليشدّد على أنه “لم يعد لدى المصارف القدرة على تلبية الزبائن، من هنا ارتفع الدولار من 20 الى 27 الف ليرة لبنانيّة خلال فترة الانتخابات”، مشددا على أن “إنخفاض الدفع عبر المنصة هو واحد من الاسباب الرئيسيّة التي ادت الى ارتفاع سعر العملة الخضراء”. في حين أن بحصلي يشير الى أنه “ومنذ ما قبل الانتخابات الى ما بعدها الاوضاع هي نفسها لا بل زادت سوءًا”، مؤكدًا أن “القدرة الشرائيّة لدى المواطن اللبناني تدنّت كما ارتفعت أسعار المحروقات حيث لم يعد لدى مصرف لبنان على تمويلها هي والقمح، وهذه كلها عوامل ستؤدي الى ارتفاع الاسعار وتزايد الأزمة بشكل كبير”.
“الوضع السياسي المأزوم والانتخابات أدّيا الى وجود انقسامات كبيرة”. هذا ما يؤكده جباعي، مشيرا الى أن “هذا الضغط على الاسواق أعطى الفرصة للمضاربين لزرع الخوف في نفوس الناس بأن الليرة ستنهار ورفع الطلب على الدولار في الأسواق”، معتبرا أن “ما يحدث يمكن أن يأخذنا الى تقلّبات خطيرة جداً تؤدي الى الى تذبذب العملة الخضراء تصاعدا ونزولا في اليوم الواحد الفي ليرة لبنانية”، مشددا على أن “الارتفاع فوق 27 الف ليرة هو مضاربات نقديّة”، مضيفا: “دخلنا في الوقت الراهن مرحلة اللاستقرار النقدي ومن شهر كانون الثاني الماضي وحتى أيار الجاري كان الدولار ثابتاً لكن الامور اختلفت راهنًا”. أما بحصلي فيشير الى أن “الخوف مع انتهاء الانتخابات بالعودة الى نفس الدوّامة بارتفاع سعر الصرف وحصوله بالفعل انعكس على الاسعار” وكرر المطالبة بالرقابة”.
في المحصّلة إنتهت الانتخابات وعادت العملة الى الاستمرار بالانهيار، والمفارقة أنّ منصّة صيرفة تعمل والتجار يؤكدون عدم استفادتهم منها… أمام هذا الواقع يبقى السؤال الأهمّ “أين سيصل الدولار، ولماذا ضخّ مصرف لبنان للاموال على صيرفة وأين تذهب”؟.