جاءت نتيجة صناديق الاقتراع في دائرة البقاع الغربي – راشيا مخالفة لكل التوقعات السابقة التي حصرت المنافسة فيها على المقعدين الماروني والروم الأرثوذكس، فكانت المفاجأة خرق لائحة “سهلنا والجبل” بالمقعد السني عبر ياسين ياسين وخروج النائب محمد القرعاوي، وسقوط ايلي الفرزلي لصالح عضو لائحة القرار الوطني المستقل البروفيسور غسان السكاف.
خلص السكاف المعركة الانتخابية الى جانب عضو كتلة اللقاء الديمقراطي وائل ابو فاعور والقرعاوي كشخصية مستقلة، الأمر الذي ترك الباب مفتوحاً حول موقعه وسط توازنات المجلس النيابي الجديد، وإذا ما كان سينضوي تحت لواء كتلة معينة.
وأكد السكاف، في حديث لموقع mtv، أنه مستقل وترشح الى الانتخابات كمستقل ولم يكن لديه أي التزام سابق أو لاحق، لافتاً الى ان “العمل داخل مجلس النواب يقتضي التعاون وإذا كان هناك في المجلس أي صيغة تضم نفَس لبنان التعددي الذي يشبه المنطقة القادم منها في البقاع الغربي، يمكن حينها أن أكون في كتلة معينة”.
وبينما كشف عن اتصالات تحصل معه، أوضح أنه لم يتخذ أي قرار بعد، مشدداً، رداً على سؤال، على ان أعضاء كتلة اللقاء الديمقراطي أصدقاؤه، لكن لم تُوجَّه إليه أي دعوة رسمية بعد من الكتلة للانضمام اليها.
وعن الطروحات التي ستكون لها الأولوية لديه في مجلس النواب، قال السكاف: “طرحي الأول سيكون تغيير قانون الانتخاب، لأنه قانون مذهبي وطائفي أدى الى إحداث شرخ عمودي في البلد ويمكن أن يؤدي الى مشاكل نحن بغنى عنها”.
وتابع “الطرح الثاني هو ضرورة الإصلاح لا سيما في قطاع الكهرباء، ومتابعة حاجات الناس من استشفاء ودواء وتعليم”.
ولكن هل الظروف ستكون مساعدة لإخراج لبنان من هذا الانهيار؟ يجيب السكاف: “الاقتصاد في لبنان لا يحتاج الى وقت طويل كي ينمو، إنما يجب إعادة ثقة الشعب بالحكام وإعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي بلبنان”، مشدداً على ضرورة إصلاح القضاء وإنهاء الجزر القضائية لإعادة المستثمرين الى البلد.
إلا ان دخول المجلس النيابي الجديد يبدو انه سيكون على معارك محتدمة، الأولى على رئاسة المجلس والثانية على موقع نائب الرئيس، فأين سيكون السكاف وهل يكون هو الحلّ من موقعه التمثيلي لطائفة الروم الأرثوذكس وموقفه المستقل لانتخابات نائب رئيس المجلس؟
كشف السكاف عن اتصالات حصلت معه على هذا المستوى، إلا أنّها لا تزال بدائية، لكنّه ذكّر بأنّ منصب نائب رئيس المجلس كان تاريخيّاً من نصيب منطقة البقاع الغربي وراشيا، منذ عهد الرئيس ميشال المعلولي ومن بعده الرئيس ايلي الفرزلي، مضيفاً “هذه المنطقة محرومة ويجب أن تكون لها لفتة على هذا المستوى”.
ورداً على سؤال عمّا اذا سيرشّح نفسه لهذا الموقع، أكد السكاف انه لا يرشح نفسه ولكن اذا رُشّح لهذه المهمة فلا مانع لديه.
ففي ظل الكباش المرتقب بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وبانتظار موقف القوى التغييرية من إمكانية ترشيح ملحم خلف، هل يكون السكاف هو المخرج ويصبح دولة الرئيس؟