السبت, نوفمبر 23, 2024
الرئيسيةأخبار لبنان اليومالشمال 1و2: “عروس الثورة”… لماذا اعتكفت؟

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

الشمال 1و2: “عروس الثورة”… لماذا اعتكفت؟

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الى قناتنا على التلغرام

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

من 36.5% في انتخابات إلى 30.6% أمس، تراجعت نسبة الإقتراع في دائرة الشمال الثانية، رغم أنّ طرابلس كانت “عروس الثورة”، وكانت التوقعات أن ترتفع نسبة التصويت، بما يعادل كميّة القهر والظلم الذي تعيشه عاصمة الشمال، أفقر مدينة على شاطىء البحر المتوسّط.

منذ صباح السبت، عمّ السكون مدينة طرابلس بما يخالف التقاليد الانتخابية الراسخة. فقد جرت العادة ان تطوف مسيرات المرشحين والقوى السياسية في الشوارع لتحفيز الناس على الاقتراع، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث. ولولا بعض المظاهر الخجولة وارتال الجيش لغلب الظن أن طرابلس غير مشاركة في الانتخابات.

حال السكون استمر طيلة اليوم الانتخابي الطويل، ولم تعكر صفوه كل السيناريوهات التخريبية التي حاكتها بعض الأجهزة الأمنية، حيث بدت المدينة في يوم اجازة عادي، ومراكز الاقتراع فيها فقيرة شكت غياب الناخبين بعكس خارجها الزاخر بجماهير المرشحين الذين حاولوا الايحاء بوجود اقبال طرابلسي على الاقتراع، لكن النسب لا تكذب. بالامس قالت عاصمة السنة كلمتها مدوية: ليست معركتنا، ولن نقبل بأن نكون مطية لأحد.

الكل فائز والخاسر..طرابلس

حتّى منتصف النهار بالكاد لامست نسب الاقتراع في طرابلس عتبة الـ20%، وعادت النسبة لترتفع قليلاً غداة ضغط الماكينات الانتخابية ووسائل الاعلام وخاصة قناة mtv، لتلامس الـ30 %. مع الاشارة الى انه لولا المشاركة الفاعلة لضاحيتي البداوي (40 %) ووادي النحلة (50 %) لكانت النسبة العامة في طرابلس أقل من ذلك، وهناك بعض المناطق كانت المشاركة فيها خجولة للغاية. وبالمقارنة مع عام 2018 فان نسبة الاقتراع في طرابلس شهدت انخفاضاً بنسبة 6 %.

ربما كانت الكهرباء احد العوامل المحفزة على عدم الانتخاب، اذ تفردت مراكز الاقتراع في طرابلس بغياب الكهرباء عن غالبيتها رغم كل الوعود التي اغدقها وزير الداخلية والمحافظ، بما جعل أضواء التلفون تبرز داخل بعض المراكز بشكل اثار سخط الناخبين، والذي انتقل الى ذويهم واصدقائهم. الطامة الكبرى هي ان يحدث انقطاع للكهرباء خلال عمليات الفرز، ولا سيما أن مولدات الكهرباء في طرابلس يتم اطفائها عند الواحدة بعد منتصف الليل.

نسب الاقتراع المنخفضة في طرابلس ستضمن فوز المرشحين أصحاب الحضور الشعبي ممن يمتلكون القدرة على انزال بلوكات انتخابية، ونتحدث هنا عن اشرف ريفي، فيصل كرامي، وكريم كبارة، مع ارتفاع فرص لائحة كرامي في حصد 4 مقاعد بينها مقعد جهاد الصمد في الضنية. لكن هذه النسب المنخفضة تلقي ظلالا لا تنتهي من الشك في مشروعية هذا التمثيل الباهت، مع الاشارة الى غياب الرئيس نجيب ميقاتي قولاً وفعلاً عن الانتخابات تاركاً لائحة للناس تواجه قدرها بنفسها.

وحسب النتائج الاولية، حتى تاريخ إعداد هذا التقرير بعد منتصف ليل أمس، فإنّ لائحة ريفي – القوات تتربع على عرش الصدارة (11.517 صوت)، تليها لائحة كرامي – الصمد (10.054 صوت)، ثم لائحة “التغيير الحقيقي” لإيهاب مطر (8.273 صوت). وجاءت المفاجأة في “لائحة انتفض: للسيادة وللعدالة”، التي فاقت كل التوقعات (6.818 صوت)، ولائحة “للناس” وهي تضم تحالف تيار العزم وكريم كبارة (5.971 صوت)، ثم لائحة علوش – فتفت (4.060 صوت)، وختاماً لائحة عمر حرفوش (1.848 صوت). مع استمرار عمليات الفرز تباعاً.

ليس حباً بسعد

من جانب آخر فإنّ تيار المستقبل سيعدّ نفسه منتصراً أيضاً في ظل انخفاض النسبة بهذا الشكل. مع العلم أنّ الاحجام الطرابلسي يتجاوز اعتكاف الحريري الى مديات أوسع بكثير، وهو ما نبّه منه عدد من السياسيين الطرابلسيين منذ مدة. فالمدينة مجروحة ومكلومة ولم تعد المراهم الموضعية ذات نفع. الخاسر الأكبر هي طرابلس التي فعلياً لم تشارك في الانتخابات بما يضعف من دورها في المعادلة الوطنية.

الدكتور خلدون الشريف الذي توقّع في أكثر من تغريدة الى حصول نوع من المقاطعة السنية، يقول في حديث لـ”أساس” إنّ “نسبة الاقتراع كانت متدنية كما توقعت” ويعزو ذلك الى أنّ “القديم لم يعد مقنعاً للناخب الطرابلسي، في حين أنّ الجديد لم يقم بجهد حقيقي لاقناع الناس بل ارتكز على عناوين كبيرة ضمن مسار عام وضعت قواعده في مؤسسات لها أبعاد دولية”. ويؤكد الشريف أنّ ذلك لا يعني أن الأمور قد انتهت: “في السياسة ليس هناك من معركة نهائية أو أخيرة. السياسة هي المعارك المستمرة بلا توقف”.

انكفاء المنية والضنية

الصدمة الثانية أتت من الضنية والمنية حيث تدنت نسب الاقتراع من 51% إلى 35%، على الرغم من حماوة التنافس الانتخابي الذي اتخذ طابعاً عائلياً ومناطقياً كان من المتوقع أن ينعكس ايجاباً على اعداد الناخبين لكن ذلك لم يحدث.

وقد شاب التوتر العملية الانتخابية في عدة اقلام اقتراع سواء في الضنية أو في المنية وهو أمر كان متوقع في ظل التنافس الشديد ووجود مرشحين من نفس العائلة في الضنية.

نسبة الاقتراع العامة في دائرة الشمال الثانية كانت بحدود 33% هي حصيلة اقتراع نحو 95 ألف مقترع سيضاف اليهم 8.917 صوتاً من لبنانيي الاغتراب، ليغدو الحاصل الاولي المتوقع بين 9 الى 10 الاف صوت، اما الحاصل النهائي فيمكن ان يكون بحدود 7 الاف صوت وهذا مرتبط بحجم التصويت الذي نالته اللوائح التي لم تتجاوز الحاصل الاولي.

عكار: الوفاء للحريري.. أو لنوابه؟

الصدمة الثالثة كانت في عكار (الشمال الاولى)، حيث انخفضت نسب الاقتراع بشكل كبير من 49 % الى اكثر من 40.7%، بعد فتح صماديق الإقتراع حتى الساعة 10 ليلاً أمام الذين كانوا داخل حرم مراكز الإقتراع.

وهناك تضارب في المعلومات، وسط تقدم لائحة الاعتدال الوطني (حلفاء المستقبل)، ولائحة عكار أولاً (التيار الوطني الحر وحلفاؤه). لكنّ الملفت أنّ عكار التي كانت تبدو بعيدة للغاية عن قوى التغيير، أشارت النتائج الأولية الى أن الدكتور محمد بدرة، المرشح على لائحة “عكار التغيير”، يتقدم بعض عمليات الفرز، الأمر الذي سيكون مفاجأة مدوية لكنها بالتأكيد مفاجأة سارة لعكار التي تستحقّ الكثير.

في المحصّلة، تراجع نسب الاقتراع في دائرتي الشمال الأولى والثانية، واللتان تشكلان معاً اكبر تجمع سني في لبنان، يجب التوقف عنده ملياً. فهو موقف سياسي بالدرجة الأولى.

وقد كان لافتاً قول الوزير السابق رشيد درباس في حديث لقناة LBCI، إنّ إحجام الطائفة السنية سببه الرئيس “هو هذا القانون الانتخابي السيء الذي يشجع على الغدر بين زملاء اللائحة الواحدة فكيف ستجمعهم كتلة واحدة تحت قبة البرلمان”، لافتا إلى أنّ “الحريري لم يتخذ قراراً بمقاطعة الانتخابات، فالمقاطعة هي قرار لا يُتّخذ بلحظة بل يستوجب إعداداَ مسبقاً وآلياتٍ لتنفيذه”. وشدد درباس على “ضرورة المطالبة نسف هذه القانون بشكل تام كأوّل أعمال المجلس الجديد”.

المصدر: أساس ميديا –  سامر زريق 

Ads Here




مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة