تقاطعت الخطابات الانتخابية مؤخرا بين المصيلح والضاحية الجنوبية عند تأكيد وحدة المسار والمصير والمشروع القائم على التمسك بالمقاومة نهجا وثقافة وسلاحا. كما شدد رئيس المجلس النيابي نبيه بري في معرض اشارته الى التكامل مع حزب الله على ان العلاقة بين الجانبين هي علاقة بين الروح والجسد الواحد.
وتحت هذا الشعار شن الثنائي الشيعي على لسان كل من بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هجمة متزامنة ومتناسقة في مضامينها على ملف التنقيب عن النفط والغاز في المياه اللبنانية، بحيث امهل رئيس المجلس الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين شهرا واحدا لاستئناف مفاوضات ترسيم الحدود مع اسرائيل تحت طائلة تفرد لبنان بعملية البدء بالحفر في البلوكات الملزمة من دون تردد، في حين تولى نصرالله من ناحيته مهمة التهديد باطلاق مسيرات جوية فوق السفينة التي ابحرت باتجاه المياه الاقليمية للتنقيب في حقل كاريش، لا لقصفها بل لانذارها، مؤكدا عزم الحزب على منع اسرائيل والشركات العاملة معها من استكمال اعمال التنقيب في المناطق المتنازع عليها مع لبنان.
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد نصرالله يقول لـ”المركزية”: “المهم في الموضوع أن الرئيس بري أكد وجوب انطلاق المفاوضات غير المباشرة مع العدو على قاعدة أتفاق الاطار الذي تم التوصل اليه بعيدا من حفلة المزايدات التي تتالت اخيرا حول الخطوط العشرينية. صحيح ان لبنان مستعجل للاستفادة من ثروته النفطية بغية النهوض من الازمة المالية التي يتخبط فيها، لكن ذلك يجب أن يكون من دون تسرع لارغام اسرائيل على الاعتراف بحق لبنان الكامل في مياهه الاقتصادية الخالصة كما في ارضه”.
ويتابع: “إن الاميركي هو دائما الى جانب اسرائيل حتى في مطالبها غير المشروعة، لذا استبعد ان تؤدي وساطته الى نتيجة. علما ان في السنوات الثلاث الاخيرة تمت محاصرة لبنان وممارسة شتى انواع الضغوط السياسية والمالية والحياتية عليه حتى وصل الامر الى الحؤول دون استجراره الغاز والكهرباء من مصر والاردن، وكل ذلك من اجل إرغامه على اللحاق بركاب التطبيع والرضوخ للمطامع الاسرائيلية”.
وردا على سؤال حول تولي الرئاسة الاولى ادارة ملف التفاوض، واذا كان في موقف الرئيس بري هذا تدخل أم تعارض مع الموضوع يقول نصرالله: “إن موقف رئيس المجلس تذكيري بالحقوق والقضية التي يكاد يطويها النسيان، وهو موجه الى الخارج والاطراف الثلاثة المعنية بالملف: الامم المتحدة واميركا واسرائيل”.