على بُعد أيام قليلة من الاستحقاق المصيري، يستعدّ اللبنانيون بمختلف الفئات لخوض غمار الانتخابات كلّ منهم على طريقته. ولكن ما هي الفئة العمرية الاكثر حماسة للانتخابات؟
يُعدّ الشباب الذين قد يقترعون للمرة الأولى أو الثانية الأكثر حماسة للاستحقاق المصيري الذي قد يغيّر الموازين رأساً على عقب.
هذه الفئة من الشباب هي الأكثر تضرراً من الوضع الاقتصادي، لأنها ببساطة تعيش أزمة اقتصادية مجنونة غير مسبوقة، وبات من الصعب على أهاليهم أن يدفعوا لهم أقساط الجامعات وتأمين حياة كريمة لهم، في وقتٍ تعاني الجامعة اللبنانية من مشاكل عدّة.
أضف الى ذلك أن نسبة البطالة ترتفع شيئاً فشيئاً في ظل هذا الوضع ومن الصعب على المتخرجين الجدد الحصول على وظيفة.
أيضاً، عاشت هذه الفئة أكبر انفجار في تاريخ لبنان الحديث ما شكّل صدمة كبيرة لدى عدد كبير منها وأعطاها زخماً أكبر للانتفاض على هذا الواقع المرّ والسيّء.
في الموازاة أيضاً، هذه الفئة من الشباب هي الشاهد الأكبر على كمية الذلّ والعَوَز التي يعيشها الأهل بعدما ذلّتهم هذه الطبقة على محطات المحروقات وسرقت جنى أعمارهم وأدمعت عيونهم أمام الصيدليات وذلّتهم أمام الأفران.
في المحصلة، ذاكرة الشباب محفورة بالاضطهاد “المُحترم” الذي يعيشه أهلهم وستحاسب كل مسؤول، وهي التي ستشكل الثورة البيضاء في وجه المنظومة السوداء.