كتب محمد ناصرالدين في “سكوبات عالمية “:
لا يدخل السارق من الباب نفسه مرتين ، و لا يستعمل ذات الاسلوب الذي فشل به مرات عدة ، لكن جبران باسيل مُصرٌ على أن لسىرقاته و فشله بقية في وزارة الطاقة . يجهز لحملته الانتخابية بترسانة اكاذيب جديدة لا تختلف عن سابقاتها .
وعود يطلقها في مجال الطاقة و الكهرباء و كأنه واثق الخطوة ،و كأنها الوزارة ملك أبويه!
هذا نصف القضية و النصف الاخر يكمن في أن هناك مجموعة حمقى تنطلي عليهم الاكاذيب نفسها في وعود ملونة من احزاب كافة ، أحزاب قدمت للبنان نموذجاً مميزاً من الفشل و السرقة و الفَسادَين السياسي و الاقتصادي .
ليكون ختام هذه العصابة ، تصدر لبنان منصات الارقام السلبية كأول دولة تعلن افلاسها مرتين في اقل من سنة ، و كأغلى دولة عربية من حيث تكاليف للمعيشة ، ناهيك عن الهبوط المخيف في تصنيف لبنان علمياً و صحياً.
مئات الساعات من البحث و التمحيص و التدقيق ، و ما وجدت تفسيرا آخر لارتهان أطياف كبيرة من الشعب اللبناني لطائفة من الفاسدين المرموقين .
“كذبك حلو ” ربما هو الوصف الدقيق لعلاقة المواطن بحزبه المغطس بالفساد .
تستمع طائفة من الناس للكذبة بمسامع شهية ، و تستقبل الوعود الزائفة كاستقبالها الطرب الأصيل .
في هذا البحث استعراض لاحقر الشعارات الانتخابية التي اطلقتها احزاب السلطة في المعركة الانتخابية الحالية.
“نحمي و نبني ” الى هنا ربما الجملة مفيدة ذات دلالات مستقيلة ، لكن اضافة كلمة باقون للشعار السابق في دلالة على إستمرار حزب الله على نهجه قد لايكون امراً مبشراً فحزب الله قد يكون بالفعل قام بحماية لبنان من العالم الخارجي ،من اعداءه ، اصدقاءه و من عروبته على حد سواء ، و تحول لبنان من متنفس للشرق إلى جزيرة مهجورة . أما في خص البناء ، جولة على الحرمان المخجل في البقاع الشمالي تغنيك عن ألف وثيقة و دليل! فالمنطقة تفتقر للبنية التحتية و الأمن و الأمان و الطبابة و التعليم و ادنى مقومات العيش في القرن الحالي . لكن يحسب للحزب الاصفر اطلاقه مواسم اللوز و الكيوي في المنطقة !
أما حزب القوات اللبنانية الذي تنطبق عليه مقولة “ضربني و بكى سبقتي و اشتكى” ، يظن نفسه بعيداً عن الادانة في الفشل الذريع ، متناسياً انه السبب الرئيس في وصول ميشال عون ، الغير مخول لقيادة مركبة ، إلى كرسي رئاسة الجمهورية اللبنانية.
و قد يتناسى أيضاً سمير جعجع أنه السبب الرئيس في فشل تحركات الرابع عشر من تشرين بعد أن ذج في شعاراتها ما سبب انقسامات حادة بين صفوفها الثائرة .
فمن الغباء أن تقترن سياسات الاصلاح مع سياسات الطوائف و ظاهرة انتشار السلاح في لبنان و
الابله من يعتقد ان سلاح حزب الله قد يجد حلوله في الشارع.
كل الحسرة أيضاً في شتات المعارضة التي ما استطاعت جمع شتاتها في لوائج موحدة باختلاف الدوائر ، ما جعل جدار الاحزاب أقل هشاشة من ذي قبل ، تشرذم في اللوائح اللاحزبية جعلت محاور الصدام مع الأحزاب غير متكافئة ، فالمعجزات في عالم السياسة نادرة الحصول و للانتخابات قصة ما انتهت …