في توقيت مفصلي، أتت دعوة دار الفتوى إلى المشاركة الكثيفة في الإنتخابات النيابية في 15 الجاري، وتحذيرها من خطورة الإمتناع عن المشاركة في الإستحقاق، والتي حملت دلالات عدة بالغة على أهمية المشاركة الكثيفة وبالتالي عدم المقاطعة وتحديداً في الشارع السنّي في ضوء ما بدأ يظهر من مؤشرات عملية تُفيد بأن قرار الرئيس سعد الحريري بمقاطعة الإنتخابات قد ينسحب على حركة الإقتراع وليس فقط على الرتشيح.
المُحلّل والكاتب السياسي صلاح سلام، كشف عن “معطيات جديدة اسُتجدت على هذا الصعيد، وهي تصبُّ في سياق التغيير الجذري في الموقف السياسي كما الشعبي في البيئة السنّية، من مقاطعة العملية الإنتخابية، وبشكلٍ خاص في الوسط السنًي وذلك في ضوء دعوة المفتي عبد اللطيف دريان في خطبة عيد الفطر، كل اللبنانيين إلى المشاركة بشكلٍ كثيف في الإقتراع من أجل التغيير”.
وفي هذا السياق تحدَّث سلام لـ “ليبانون ديبايت”، عن “معلومات قد توافرت وتؤكد أن الدعوة إلى المقاطعة من خلال بعض المواقف السياسية لمسؤولين في تيار “المستقبل”، والتي أتت من خلال خطوات في الشارع في بعض المناطق أو حتى تغريدات معينة، ستشهد تحولاً نوعياً لجهة تراجع الدعوات إلى المقاطعة، خصوصاً وأن من يتخلف عن الإقتراع سيكون متخلفاً عن أداء واجبه، موضحاً أن هذه المؤشرات ستتغير وأن الموجة الجديدة لم تصل بعد إلى هؤلاء”.
ورأى الكاتب سلام، أن “موقف دار الفتوى، قد رفع الغطاء عن أي دعوة للمقاطعة الشعبية للإستحقاق، وقد أعطى دفعاً قوياً للمشاركة في العملية الإنتخابية”.
وإذ اعتبر أن “هذه الدعوة قد تكون متأخرة ولكنها أفضل من أن لا تأتي أبداً، ولذا فإن تأثيرها سيكون إيجابياً لأنها صادرة عن أرفع مرجعية دينية، وذلك في ضوء وجود 11 لائحة في بيروت و11 في طرابلس، وخمس لوائح في طرابلس وعكار، ستتنافس وتدفع بالناخبين إلى الإقبال على صناديق الإقتراع، وبشكلٍ خاص “الأكثرية الصامتة” في الشارع السنّي والتي تمثل الرأي العام الحقيقي وليس “ناخبي الـ 50$”.
وبالتالي، أكد سلام أنّ “أية مقاطعة للإنتخاب، لم تعد عملية بعد دعوة المفتي دريان، لأنها ستكون معاكسة للتيّار العام، لافتاً إلى أن الموجة الجديدة التي لم تصل بعد على الأرض عند كل الأطراف، ستؤدي إلى تغيير في المزاج السنّي”.
المصدر : ليبانون ديبايت