وسط الضجيج التشاؤمي والصورة السوداء المرسومة في اعين معظم اللبنانيين تطل بارقة امل حركها رئيس مجلس ادارة مدير عام مصرف الاسكان انطوان حبيب الذي «لم يكن في القصر الا من بارحة العصر «رغم انه لم يمض على تعيينه سوى اشهر قلبلة حتى اطلق عدة قروض من اجل شراء او ترميم او بناء مسكن للبنانيين ولعائلاتهم اضافة الى قرض الطاقة الشمسية الذي سيسمح للبنانيين تأمين الكهرباء في ظل الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي والتقنين المزاجي لاصحاب المولدات الخاصة .
لقد ضرب حبيب ٣بواحد في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة اولا احيا عملية القروض السكنية في زمن الانهيار المالي وثانيا اعاد النور الى المنازل التي اصبحت في المدة الاخيرة تعيش في ظلام دامس وثالثا حرك القطاعات الاقتصادية الاخرى مثل قطاع البناء والمقاولين وقطاعات التجارة والصناعة وقطاع العقارات المجمد ،؟ لا بل حرك الدورة الاقتصادية التي كانت شبه متوقفة ورابعا انه اعاد الامل الى اللبنانيين بإمكانية الاستمرار في الحياة والتفكير في المستقبل وبيئة نظيفة خالية من التلوثات .
ربما يقول البعض ان حبيب يبيعنا سمكا في البحر فمن اين يريد تأمين الاموال ؟
لفت حبيب الى انه بعد 40 يوما سيفتح باب تقديم طلبات قروض الاسكان وفق شروط عادية وضمن الريف وفي ضواحي المدن والمناطق.
وشدد على اننا بحاجة الى دعم لاعطاء قروض لذوي الدخل المحدود والمتوسط وفي هذا الاطار يتكل حبيب على القرض الكويتي عبر الصندوق العربي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية البالغة قيمته ١٦٥مليون دولار حيث اجرى سلسلة من الاتصالات خصوصا مع رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر لوضع هذا القرض موضع التنفيذ محددا قيمة القرض بحده الاقصى بمليار ليرة اي ما يساوي ٣٧الف دولار وفق سعر الصرف الحالي على ان يقسط على ٣٠عاما وفائدة ٥في المئة اضافة الى الاموال الخاصة للمصرف والتي تقدر ب ٤٣٠مليار ليرة لبنانية .
صحيح ان هذا المبلغ الذي يضعه مصرف الاسكان بتصرف اللبنانيين محاولة جدية لحلحلة الركود الحاصل في القطاع العقاري ولكنه ايضا يثير زوبعة ويحدث ضجيجا في زمن الانهيار المالي ويعطي املا للشباب بأمكانية شراء او بناء منزل في لبنان بغض النظر عن الشروط التي وضعها المصرف لنيل القرض ان كانت للفقراء او الاغنياء ،وهذه كانت مستبعدة خلال السنتين الماضيتين بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وجائحة كورونا لا بل كان مستبعدا اي امل جديد يمكن للبنانيين ان يلتقطوه.
من المستغرب ان تجد فرصة مصرف الاسكان بعض الرفض من بعض المحللين العقاريين لكن المهم ان مصرف الاسكان الذي كان هامشيا تمكن من تحريك الركود واعلن انه سيبدأ بأعطاء القروض فهل نرفض ذلك في هذا الزمن الردىء.
انطوان حبيب يحاول ان يعمل شيئا في بلده فلا ترجموه بل شجعوه في زمن قلت المبادرات وانعدمت الامال .
المصدر : الديار