الجمعة, نوفمبر 22, 2024
الرئيسيةأخبار لبنان اليومرؤية الحزب للانتخابات: الضمور العوني و”الاستفاقة” السنّية

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

رؤية الحزب للانتخابات: الضمور العوني و”الاستفاقة” السنّية

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الى قناتنا على التلغرام

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

ليل السادس من أيار 2018 حقق حزب الله انتصاراً انتخابياً مدوياً. كانت المرّة الأولى التي يصل فيها الحزب إلى هذه الذروة مع حلفائه. الأهم بالنسبة إليه هو مؤشر أساسي تجلّى في النتائج التي حققها في بيروت، وحصد مرشحه أمين شرّي العدد الأكبر من الأصوات، والذي تجاوز عدد الأصوات الذي ناله الرئيس سعد الحريري. هذه الهندسة التي قام بها الحزب كان لها هدف واضح هو كسر نفوذ الحريرية في المدينة.

استتبع ذلك بمسيرات الدراجات النارية في مختلف شوارع المدينة وأحيائها، وصولاً إلى السراي الحكومي الكبير، ورفع علم حزب الله على تمثال رفيق الحريري قبالة السراي.

كان أهل بيروت في حالة من الذهول والانكماش. أوقعتهم الصدمة في حالة من القلق واليأس، فيما أراد الحزب أن يرسم معالم المدينة سياسياً. ولم تكن التظاهرات باتجاه السراي سوى رسم للخطوط التي يريد الحزب على أساسها تشكيل الحكومات.

ذروة الحزب والتيار

في حينها، لم يكن سعد الحريري على قلق، كان واثقاً بأن لا أحد غيره سيعود رئيساً للحكومة. حتى الناس من مناصريه تغاضوا عن ما جرى لثقتهم بأن زعيمهم باق وموجود، ولأن المعركة ليست معركة كسر عظم أو افتراق عن ربط النزاع مع حزب الله، علماً أنها في المضمون كانت تؤسس لذلك. وهو ما ترجم بشكل متعاكس، من خلال افتراق سعد الحريري عن نفسه وعن مشروعه السياسي.

على وقع الأهوال الانتخابية والنتائج التي تحققت في تلك الليلة، وعلى خلفية صخب الدراجات النارية، حصل تواصل مع مسؤول كبير في حزب الله لاستقراء موقف الحزب من هذا الانتصار. كان الحزب واضحاً في تدشينه مرحلة جديدة لبنانياً على الصعيد السياسي، وانطلاقاً من التكامل بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون، واستمرار التفاهم مع سعد الحريري. لم يخف الحزب في تلك اللحظة وصوله إلى الذروة، كما حليفه التيار الوطني الحرّ، الذي حقق أكبر كتلة مسيحية بفعل التحالفات التي نسجها. يومها قدّم المسؤول الكبير في الحزب قراءة كانت دقيقة واستشرافية لمسار الصعود المسيحي للتيار الوطني الحرّ، خصوصاً أنه نجح في التحالف مع شخصيات مسيحية مستقلة وكانت متعارضة معه سياسياً، كميشال ضاهر، نعمت افرام وميشال معوض وغيرهم. قامت قراءة المسؤول في الحزب على أن العهد حينها لا يزال في ذروته، ومن عادة المسيحيين الاجتماعية والسياسية التحلق حول من يطرح لهم المشاريع السياسية ذات الشعارات الكبرى والطموحات الأكبر، فنجح عون وصهره في تحقيق الانتصار الكبير.

ذروة “التيار”

لكن القراءة الأدق لدى مسؤول حزب الله في تلك الليلة، أن ما وصل إليه التيار الوطني الحرّ هو الذروة، ولن يكون قادراً على الوصول إلى ما هو أبعد وأوسع. وفي الاستحقاق الانتخابي المقبل سيكون متراجعاً، بفعل مجموعة عوامل، أولها أنه وصل إلى السلطة ومكث فيها، وثانيها أن كل الشعارات التي وعد اللبنانيين بها لم يتحقق منها شيء، بغض النظر عن الأسباب والتفاصيل أو كلام المؤامرة. وتخلص القراءة إلى أن الرقم الكبير الذي حققه التيار الوطني الحرّ هو دليل على التفاف المسيحيين حول العهد، وهذا أمر سيتغير حتماً في نهايته.

استفاقة متأخرة؟

كانت نظرة المسؤول الحزبي دقيقة بالنظر إلى كل الوقائع المشهودة، يقينية حزب الله في تراجع حليفه المسيحي هي التي وضعت أمامه حتمية خوض المواجهة إلى النهاية، نيابة عن التيار الوطني الحرّ في الدوائر التي يؤثر فيها الصوت الشيعي. بالإضافة إلى تركيز الاهتمام على البيئة السنية في ظل غياب الحريري، ليستعيد الحزب أكثرية هو يعلم أنه يستحيل الحصول عليها بالرهان على قدرة التيار الوطني الحرّ. خصوصاً أن حركة لافتة تجري على الساحة السنية، في محاولة لاستفاقة متأخرة، سواء لدى الحريري أو جمهوره، أو من يخوضون المعركة الانتخابية على الرغم من قراره بالمقاطعة أو تعليق عمله السياسي. يحصل ذلك على وقع تطورات إقليمية لا بد للسنّة من قراءتها فيتحولون في المجلس المقبل إلى أجزاء من مجموعة واحدة، وإن لم يكونوا منضوين في إطار تكتل واحد. ما يعزز ذلك هو تداعيات زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعودية. وسيكون لها تداعيات متعددة في المرحلة المقبلة، فيما لن تصب هذه التداعيات في صالح السنّة من حلفاء النظام السوري. وبحال تعزز مسار هذا النوع من العلاقات الإقليمية، فإن قدرة حزب الله على المناورة ستضعف كثيراً. وهذا يرتكز على ضرورة الاتجاه إلى رفع نسب التصويت.

مفاجآت كثيرة

مسيحياً أيضاً، وبالاستناد إلى وجهة نظر مسؤول الحزب، فهناك مفاجآت كثيرة قد تحصل، خصوصاً أن كل العهود السابقة التي انضوت على مبادئ القوة والانتشار والاتساع والمواجهة، قد وصلت إلى مرحلة من الضمور، من بشارة الخوري، إلى كميل شمعون وبيار الجميل وسليمان فرنجية الجدّ. وهذا لا بد له ان ينطبق على ميشال عون بفعل عوامل ومتغيرات اجتماعية وسياسية.

المصدر: المدن –  منير ربيع 

Ads Here




مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة