الامتحانات الرسميّة بعد حوالى الشهرين، هكذا قرّر الوزير. ولكن، في بلد العجائب كلّ شيء وارد، خصوصاً مع تزامن هذه الامتحانات مع انتخابات لا تُشبه سواها من الأعوام السابقة وفي فترة لم يسبق لها مثيل. هل تحصل خضّة أمنيّة ما تُطيّر الانتخابات، ومعها تطير الامتحانات؟ هل تكون الأجواء عندها مهيّئة لإجرائها؟ هل تحصل في موعدها؟ وهل الأموال للمعلّمين والحاجيّات الأخرى من أوراق وغيرها مؤمّنة؟ أسئلة عدّة من دون أجوبة، فماذا يقول وزير التربية عباس الحلبي لموقع mtv؟
يؤكّد الحلبي أنّ الجواب قاطع، “فنحن حدّدنا الامتحانات لكي تتمّ في مواعيدها”. ويُضيف: “طلبنا من قيادة الجيش تهيئة المطبوعات المطلوبة إن كانت الترشيحات أو الأوراق المستعملة أو الشهادات. وهذا الأمر سيؤمّن، وسندفع ثمنه على سعر منصة صيرفة وذلك من أموال الجهات المانحة. كذلك، فإنّ الأموال المطلوبة للمعلّمين أيضاً مؤمّنة من أموال الجهات المانحة إلا أنّ آلية الدفع لا تزال غير محدّدة بعد”.
ويُطمئن الوزير التلاميذ عبر موقعنا، قائلاً: “لن نفاجئهم بأيّ شيء، وبعد عملية تقليص المناهج التي أجريناها لأنّ السنة الدراسيّة كانت مضطربة وغير مستقرّة، هم سيُسألون عمّا درسوه فقط”.
وعند سؤاله عن الوضع السياسي الذي يؤثّر على كلّ مفاصل حياتنا وبالطّبع قد يؤثّر على الشهادتين المتوسطة والثانويّة، قال الحلبي: “الانتخابات تنتهي في 16 أيّار والامتحانات الرسميّة تبدأ في 25 حزيران، أي لا علاقة بينهما، ولا يُمكن للانتخابات أن تؤثّر مباشرة على سير هذه الامتحانات لأنّها عمليّة أكاديميّة ومطلوب من التلاميذ أن يدرسوا بجديّة”. ومن ناحية أخرى يتمنّى “أن يكون الوضع العام، الأمني والسياسي، في البلد “رايق” لأنّ الامتحانات الرسميّة تقتضي تهيئة من قبل التلاميذ، والتي لا تتأمّن من دون هدوء على المستويين الأمني والسياسي”. كما تمنّى “ألا يُعكّر ذلك شيء لأنّ التلاميذ يحتاجون إلى نوع من الصفاء الذهني كي يدرسوا وبالتالي نأمل أن تكون مرحلة ما بعد الانتخابات هادئة وأن يهدأ شدّ العصب”. وتابع: “آمل أن يكون المشهد الانتخابي، الذي لا نزال نجهله، لمصلحة البلد إذ سينعكس هدوءاً في الجو العام ما سيُساهم في البحث عن وسائل للخروج من الأزمة. وهذا أهم من أي شيء آخر”.
وعمّا إذا كانت هذه الامتحانات ستتأثّر بوجود وزير آخر في حال شُكّلت حكومة جديدة بعد الانتخابات، يلفت الحلبي إلى أنّ “أي وزير تربية، إن كنت أنا أو أحد غيري، ملزمٌ بتنفيذ الامتحانات الرسميّة، ومن يتولّى إجراءها هي وزارة التربية بالتعاون مع إدارات المدارس”.
الامتحانات ستُجرى، والوزير يُطمئن… فهل تحصل أي مُفاجئة؟
ch23