كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
يعوّل اللّبنانيّون على الانتخابات النّيابيّة في 15 أيّار لإحداث التّغيير المنشود، في ظلّ الأزمة الأسوأ التي تمرّ بها البلاد. وعلى مرّ السّنوات، وتحديداً منذ التّسعينات، لم يشهد البرلمان تغييراً جذريّاً، وحُفرت في ذاكرة اللّبنانيين سلسلة من الوجوه الّتي مثّلتهم في النّدوة البرلمانيّة، إلا أنّ عدداً منها ستغيب للمرّة الأولى، لأسباب عدّة.
إذاً، في ما يلي، النّواب الذين كانت مسيرتهم البرلمانيّة من الأطول وتواصلت منذ عام 1992 تقريباً، وفقاً للباحث في “الدولية للمعلومات” محمّد شمس الدّين، الذي أشار في حديث لموقع mtv، إلى أنّ أبرزهم النّائب عن المقعد الدّرزي في حاصبيا أنور الخليل، الذي قرّر العزوف عن الترّشّح إلى الانتخابات المقبلة، هو المستمرّ وجوده في البرلمان من دون انقطاع، منذ عام ١٩٩١.
النّائب ميشال المرّ، الذي توفي عام ٢٠٢١، من الوجوه الأبرز التي سيكون غيابها ملحوظاً، إذ انتُخب نائباً عام ١٩٦٨، وعُيّن عام ١٩٩١، واستمرّ نائباً عن المقعد الأرثوذكسي في المتن حتّى وفاته.
أمّا النائب عن المقعد السنّي في صيدا بهيّة الحريري، فهي من الوجوه النّسائيّة المعروفة منذ عام 1992 في المجلس النيابي، وقرّرت العزوف عن التّرشّح، لذا سيكون البرلمان، للمرّة الأولى منذ التّسعينات، من دون عائلة الحريري، بعد قرار رئيس الحكومة السّابق النّائب سعد الحريري تعليق المشاركة في العمل السياسيّ، فقرّرت عمّته عدم الترشّح، احتراماً لهذا القرار.
من جهة أخرى، النّائب جان عبيد الذي توفي عام 2021، سيكون لغيابه وقع واضح، هو الذي عُيّن نائباً عن المقعد الماروني في الشوف عام 1991، وفي عام 1992 انتُخب نائبًا عن طرابلس، وأعيد انتخابه في دورات عامَي 1996 و2000 عن المقعد نفسه. وفي عام 2018، خاض المعركة الانتخابيّة وترشّح عن المقعد الماروني في طرابلس، وفاز ليدخل النّدوة البرلمانيّة مجدّداً.
رئيس الحكومة الحالي النائب نجيب ميقاتي ورئيس الحكومة السّابق النائب تمام سلام أعلنا العزوف عن الترشّح، لذا لن يكونا موجودَين في البرلمان أيضاً.
إشارة إلى أنّ أكبر النّواب سنًّا في مجلس 2022، سيكون رئيس المجلس الحاليّ نبيه برّي (مواليد ٢٨ كانون الثاني ١٩٣٨)، الذي يكون فوزه شبه محسوم، وفي نقطة لافتة، سيكون “رئيس السنّ” في الجلسة الأولى المخصّصة لانتخاب رئيس المجلس الجديد ونائب الرّئيس.
أمّا أصغر المرشّحين، فهي فيرينا رشاد العميل (26 عاماً)، المرشّحة عن أحد المقاعد المارونيّة في المتن.
إذاً، وجوهٌ تغيب وأخرى تبقى، على أمل أن يمثّل من يصل إلى النّدوة البرلمانيّة اللّبنانيّين أفضل تمثيل، وأن يعمل لِما في مصلحتهم ومصلحة لبنان.
ch23