أتت مشهدية افطار السفاره السعودية تطرح معها علامات الاستفهام في لبنان: لماذا عاد السفير السعودي وليد البخاري في التوقيت الانتخابي اللبناني؟ هل تخفي الاندفاعة خلفها توجهات سعودية لدعم لوائح انتخابية محددة؟ من ستدعم الرياض؟
تتزاحم الاحاديث في الصالونات الانتخابية عن سيناريوهات سعودية محتملة، لكنها جميعها تصب في اطار التحليل السياسي لا المعلومات المؤكدة. لكن مطّلعين يقولون ان اول جواب هو: لو كانت السعودية تريد التدخل بالانتخابات اللبنانية لكانت وحدّت لوائح حلفائها على الأقل، لكن عودة البخاري حصلت بعد بت امر اللوائح، ليؤكد السعوديون انهم غير معنيين بكل تفاصيل الانتخابات اللبنانية.
اساساً، فإن التنافس القائم في معظم الدوائر هو بين حلفاء السعودية انفسهم: هل تفاضل بين حليفيها رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل اللذين يخوضون معارك انتخابية حادة بين بعضهم، في اكثر من دائرة؟ ام هي تؤيد لائحة رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة في دائرة بيروت الثانية على حساب لوائح حلفائها الآخرين: لائحة النائب فؤاد مخزومي، ولائحة نبيل بدر؟
وهكذا تُقيم الرياض مقاييسها الانتخابية اللبنانية. ومن هنا فإن المرجّح ان يستمر وقوف السعودية على مسافة واحدة من كل اللوائح الحليفة لها، لأن القناعة الدولية والعربية والاقليمية صارت تقوم وفق معادلة: لا تصنع الاكثريات النيابية قرارات في لبنان، بل ان التوازن الطوائفي هو الذي يحدده زعماء الطوائف مهما كانت احجامهم النيابية.
وعلى هذا الاساس، لن تدعم السعودية احداً، ولن تقدّم هدايا انتخابية لأي فريق، لأن النية موجودة بعدم تقديم الهدايا في زمن التقشف.