تأسس صندوق النقد الدولي بموجب اتفاقية دولية بعد الحرب العالمية الثانية، يتبع الأمم المتحدة، ومقره واشنطن، ويضم معظم دول العالم. من أهداف صندوق النقد المعلنة منع تكرار الانهيار الكبير في الاقتصاد العالمي، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي. وهكذا يتدخل لإنقاذ اقتصاد البلد بتقديم القروض، والإشراف على السياسات الاقتصادية، وتبادل الخبرات.
هل يواجه اقتصاد بلدك الانهيار؟ لا تقلق فصندوق النقد جاهز للتدخل، ولكن:
هنالك مجموعة من الشروط هي ثمن تقديم المساعدة، منها: بيع مؤسسات في القطاع العام، خفض الإنفاق الحكومي، رفع الدعم عن السلع الأساسية. والأهم، أن ترضى الدول الكبرى على حكومة البلد المتعثر، وإلا فلا أموال…!
لكن المشكلة لن تنتهي هنا فإذا لم تكن لدى الحكومة خطةٌ واقعيةٌ للسداد، فستدخل في دوامةٍ جديدة: مزيدٌ من الضرائب، مزيدٌ من التقشف، والكثير من الديون.
على أي حال، وبعيداً عن المصطلحات الاقتصادية المقعرة، هكذا كانت آلية عمل صندوق النقد الدولي منذ نشأته وحتى الآن، حتى وصفه البعض بأوصاف مثل: الوحش الذي يفترس الدول النامية – المؤسسة المالية المخادعة.
كيف يحصل على أمواله؟
يحصل صندوق النقد على أمواله من البلدان الأعضاء. فتبعاً لحجم الحصص يتحدد عدد الأصوات المخصصة لكل بلد عضو وحدود الاقتراض الذي يوفره له الصندوق. وكلما ازداد حجم اقتصاد الدولة العضو من حيث الناتج وازداد اتساع تجارتها وتنوعها، ازدادت بالمثل حصتها في الصندوق. على سبيل المثال: الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر اقتصاد في العالم، تسهم بالنصيب الأكبر في صندوق النقد الدولي حيث تبلغ حصتها 17.6% من إجمالي الحصص.
أما سيشيل، أصغر اقتصاد في العالم، فتسهم بحصة مقدارها 0.004%. وقد بدأ تنفيذ ما خلصت إليه مراجعة الحصص (الحادية عشرة) في يناير 1999، فازدادت الحصص في صندوق النقد الدولي (لأول مرة منذ عام 1990) بمقدار 45% تقريباً لتبلغ 212 مليار وحدة حقوق سحب خاصة (حوالي 290 مليار دولار أمريكي).
وتدفع البلدان 25% من اشتراكات حصصها بحقوق السحب الخاصة (الذهب الورقي) و75% بعملتها الوطنية، لأغراض الإقراض حسب الحاجة.