كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: أخيراً وبعد أشهر من المفاوضات والمساعي الحثيثة نجح أمين عام ««حزب الله» السيد حسن نصرالله في جمع حليفيه «الخصمين» رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، المرشحين لرئاسة الجمهورية واللذين سادت القطيعة بينهما لسنوات خلت.
بتأكيد المعنيين أن الطبق الرئيسي على مأدبة الإفطار هو المصالحة، وأهمية التلاقي وترتيب البيت الداخلي بين الحلفاء في الظروف الراهنة، يجزم ««حزب الله» أنه لم يكن لقاء انتخابياً وإلا لكان يجب أن ينعقد قبل تشكيل اللوائح. ساد الجفاء الجانبين بداية، وظهرا كمتخاصمين لا يتبادلان أطراف الحديث بالمباشر ثم بدأت البرودة تتلاشى تدريجياً بعد معاتبة متبادلة إلى أن سلكت العلاقة بينهما شكلها الطبيعي. أهمية اللقاء في حسابات ««حزب الله» أن «المصالحة تمّت». تجزم مصادره «أن موضوع الانتخابات الرئاسية لم يفتح بأي شكل من الأشكال، أولاً لأن ميشال عون لا يزال رئيساً للجمهورية، ولأن نتائج الانتخابات النيابية لم تصدر بعد، وإثارة الموضوع قبل ذلك غير ممكن، ثم لأن الطرفين مرشحان للرئاسة فلا يجوز طرحه لأنه حكماً سيتسبب بتوتر من جهة تجاه أخرى، ولأنه من المبكر بعد الحديث عن الانتخابات الرئاسية».تضيف مصادر الحزب: «الانتخابات النيابية تمّت مقاربتها من شقين: ضرورة الفوز لوجود استحقاقات تترتب على هذه الانتخابات من رئاسة مجلس النواب إلى تشكيل حكومة جديدة وانتخابات رئاسية، ما يستوجب من هذا الفريق السياسي أن يذهب موحّداً إلى الاستحقاق الانتخابي، وفي ما يتعلق بدوائر الشمال يجب ايجاد طريقة تؤمّن نجاح الجهتين مقابل ضمان خسارة الخصم، لا أن نجعله يستفيد من المواجهة في ما بينهما».في لحظة ما شعر فرنجية وباسيل بحاجتهما إلى الجلوس معاً كل لاعتباراته، فكيف إذا كان الداعي هو السيد نصرالله الذي ضغط بكل قوته باتجاه مصالحتهما، فكانت النتيجة الاتفاق على تخفيف الحملات السياسية والإعلامية بين التيارين قبيل الانتخابات وبعدها، والاتفاق على استكمال البحث بينهما لاحقاً من خلال تبادل زيارات يتفقان عليها».من جانبه يثمّن «التيار الوطني» دعوة السيد واللقاء الذي تمّ وتقول مصادره: «بالحدّ الأدنى سوف يتمّ تثبيت هدنة أقله في فترة الانتخابات من دون الذهاب إلى تحالفات بل إدارة خلافات منتجة وحضارية. وفي مرحلة ما بعد الانتخابات هناك مرحلة مختلفة وقد تذهب العلاقة نحو اتجاهات معينة من المبكر الحديث عنها». وأما راهناً فمن المرتقب تبادل اللقاءات الثنائية بين ميرنا الشالوحي وبنشعي تحت عنوان انتهاء عداء الماضي وفتح الجانبين صفحة جديدة من العلاقة.باعتراف كل الأطراف المعنية فإن «اللقاء ليس موجهاً ضد فئة معينة» وبعدما تمّت معالجة مشكلة الحلفاء المسيحيين، من المتوقع أن هناك لقاءات عديدة سيعقدها السيد نصرالله على مستوى حلفاء آخرين تطاول شخصيات وقيادات درزية وقوى إسلامية، يرفض ««حزب الله» التطرق إلى تفاصيلها مسبقاً، وهذه ستحصل قبل الانتخابات وبعدها تحت عنوان التوافق.
lebanon24