شهد “السبت الناري” مجموعة واسعة من المهرجانات الانتخابية التي اطلقت فيها مواقف سياسية بارزة من اتجاهات مختلفة ولكن الأبرز فيها تمثل في ارتفاع لافت في سقوف المواجهات بين القيادات والقوى المسيحية خصوصا.
وذكرت «اللواء» ان ثمة تعثراً في ترميم التحالفات سواء في جبهة 8 آذار، عبر وساطة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بين حليفيه المسيحيين، سليمان فرنجية وجبران باسيل، من دون التوصل إلى تفاهم على المجريات الراهنة والمقبلة.
وفي ما خص التحالف الانتخابي بين «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي في البقاع الغربي، فقد كشف النائب وائل ابو فاعور انه لم يتم التوصل إلى تفاهم، وتقرر فصل هذا الملف عن سائر ملفات التحالف في جبل لبنان.
وكتبت” النهار” ان الانطباعات والمعطيات التي تركها اندفاع “حزب الله” الى إعادة تعويم ما كان يشكل سابقا تحالف 8 آذار الذي كاد بدوره ان يندثر تحت وطأة الزلزال السياسي والاجتماعي الذي خلفته انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 وتداعيات الانهيار، لا تقف دلالاتها عند المسببات الانتخابية وحدها بدليل ان المبادرة التي تولاها الأمين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله شخصيا عبر جمع حليفيه المارونيين الخصمين اللدودين رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ليل الجمعة الماضي جاءت خارج التحالفات الانتخابية وبعد انجاز اعلان اللوائح. وهو الامر الذي يعد مؤشراً حاسماً الى ان الرسالة التي أراد الحزب اطلاقها من جمع حلفائه وتعويم جبهة او تحالف 8 اذار مجددا تتجاوز الأهداف الانتخابية الى “مواجهة” تطورات يعتبرها تمس بالتوازنات الداخلية مجددا، وفي مقدمها عودة الدول الخليجية الى ملء فراغاتها في الساحة الديبلوماسية والسياسية على المسرح اللبناني وعدم تركه للنفوذ الإيراني سواء في لحظة انتخابية او في المرحلة التي ستعقب الانتخابات وتطل على الاستحقاق الرئاسي.
وفي ظل جمعه لباسيل وفرنجية الجمعة وبعد رصد ترددات هذه الخطوة فان نصرالله يبدو كأنه تفرغ تماما للمضي في لملمة وتحصين تحالف 8 اذار، اذ انه سيتحدث الليلة في اطلالة تلفزيونية عن التطورات الانتخابية وملفات أخرى بما يعكس الأولوية المطلقة التي يوليها الحزب لاعادة تعويم جبهة حلفائه عشية الانتخابات من جهة وكرسالة واضحة الى قدرته الساحقة على التحكم بجانب أساسي من المشهد الداخلي ردا على أي تطور داخلي او خارجي من شانه ان يؤثر على توازنات البلاد.
وكتبت” البناء”: جاءت تعليقات فرنجية وباسيل على لقائهما تعد بفتح صفحة جديدة قائمة على المصارحة والسعي للتعاون بعيداً عن المصالح الانتخابية، بينما قالت مصادر قيادية في قوى الثامن من آذار، إن مبادرة السيد نصرالله أزالت لغماً كبيراً من طريق توحيد صف القوى الحليفة للمقاومة، متوقعة المزيد من المبادرات المشابهة لتنقية العلاقات بين الحلفاء من الشوائب، خصوصاً أن احتمالات فوز حلفاء المقاومة معها بالأغلبية النيابية، وسيكون معيباً بحق هؤلاء الحلفاء أن يعجزوا عن التصرف مرة أخرى كأغلبية، بعدما قالت السنوات الثلاث الماضية ما يكفي عن حجم الفشل الذي يحمله التفكك والتشتت، وحجم الضرر الذي سيقع على كاهل المواطنين نتيجة غياب خطة عمل حكوميّة تحملها الأغلبية لأي حكومة مقبلة بعد الانتخابات.
ويزور فرنجية في 15 الحالي روسيا، حيث يلتقي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وعدداً من المسؤولين الروس ويتناول معهم ملفات المنطقة والأزمات اللبنانية عشية الاستحقاق الانتخابي، مع الاشارة الى ان فرنجية زار في الأسابيع الماضية فرنسا والتقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
وبحسب مصادر مطلعة لـ«البناء» فإن لقاء حارة حريك هو لقاء كسر الجديد بين باسيل وفرنجية من دون أن يعني صفاء النيات، مشيرة الى ان الاجتماع تطرّق الى ملفات إقليمية ودولية ومحلية ولم يتطرّق الى ملف الانتخابات الرئاسية، معتبرة أن الحزب يهدف الى اعادة وصل ما انقطع بين حلفائه خاصة أن مرحلة ما بعد الانتخابات تفرض عليه ذلك لا سيما في ما خصّ الحكومة والرئاسة والاتفاق على الملفات العالقة بعيداً عن المناكفات.
ونقلت «اللواء» من مصادر قيادية اطلعت على تفاصيل لقاء المصالحة ان نصر الله تحدث عن ظروف البلد ووضع حلفاء الحزب المسيحيين غير المريح، وعن المطلوب للمرحلة المقبلة، وعرض استحقاقات مهمة وخطيرة مصيرية مقبلة، اولها خوض الانتخابات النيابية بتفاهم كامل وتنافس هاديء في الساحة المسيحية خلال الانتخابات، لمواجهة الاستحقاقات التي تليها بموقف واحد، من انتخاب رئيس للمجلس النيابي ومن ثم تشكيل حكومة جديدة وصولا الى انتخابات رئاسة الجمهورية، وهوما يتطلب مواجهة هذه الاستحقاقات بوحدة الصف لا سيما المسيحي الحليف للحزب.وقد وافق فرنجية وباسيل نصر الله في مقاربته، وطرح كلٌّ منهما ما لديه.
وانتهى النقاش بتوافق بين الحليفين على وقف الحملات والتصعيد وفتح قنوات التواصل المباشر بينهما، سواء هاتفيا او بلقاءات دورية، والتنسيق بين قيادتي الطرفين، وخرج باسيل وفرنجية من اللقاء بإمتنان لنصر الله على ترتيب المصالحة التي كانت مطلوبة قبل الانتخابات. على ان تأخذ المصالحة مفاعيلها الاولية بخوض الانتخابات بهدوء وتنسيق وتعاون في الدوائر حيث يمكن، ثم بعد الانتخابات يتم التعامل مع كل استحقاق في وقته «وعلى القطعة» وفي قضايا اخرى حسب الموضوع والظروف.
lebanon24